من المعروف أن اللغة العربية غنية بالكلمات والأسماء التي تمتاز بحالات إعرابية محددة، من بينها كلمة “كل”، وتعتبر كلمة كل من الأسماء الموصولة المشهورة في النحو، والتي تحمل عدة أحكام إعرابية تختلف مع اختلاف سياق الجملة التي ترد فيها، ومن خلال هذا المقال نستعرض لكم “اعراب كلمة كل” في الجملة، مع ذكر عدد من الأمثلة والشواهد التوضيحية عليها.
اعراب كلمة كل
عند البحث عن اعراب كلمة كل، نجد أن كلمة “كل” تأتي في الجملة العربية بعدة حالات إعرابية، كل بحسب سياقها، من بينها:
يتم إدخال الألف واللام عليها – خلافاً للأصمعيّ – فيقال مثلاً: [الكلّ ذهبوا]، كما يقال: [ذهب كل القوم].
والأصل في الأمر أن يأتي بعدها مضاف إليه، مثل:«كلُّ نفسٍ ذائقةُ الموت» فإذا حُذِف المضاف نُوِّنَتْ كلمة كل، مثل «كلٌّ في فَلَكٍ يسبحون».
وفي هذه الحالة يتم إعرابها في حُكْمُ ما تضاف إليه، فإذا وُضِع المضاف إليه موضعها، يتم إعرابها كما إعرابه تمامًا،
ويكون معناها حينئذٍ هو معنى المضاف إليه المضاف بعدها، إفراداً وتثنيةً وجمعاً وتذكيراً وتأنيثاً، إذا كان مذكوراً أو محذوفاً، ومن ثم يعود الضمير إليها، وفقا لما يكون المضاف إليه في الحالات المحددة.
وفي حال كان المضاف إليه بعده معرفةً، جازت في هذه الحالة المطابقةُ والإفرادُ مثال ذلك: [كلُّهم جاءوا] و [كلُّهم جاء].
مثال ذلك: «كُلُّ امرئٍ بما كسب رهينٌ» ويتم اعراب كلمة كل كما يلي:
- كل امرئ: كل، معناها هنا نفس معنى ما تضاف إليه، وقد تم إضافتها في الآية إلى [امرئ] وهي مفرد مذكر، ومن ثم تكون كلّ مفرد مذكر، فإن عاد الضمير إليها من الخبر يكون مفرداً مذكوراً أيضًا [رهين (هو) + كسب (هو)].
مثال آخر على ذلك، «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ» ويكون إعرابها على النحو التالي:
- (كل نفس): كل، يأتي معناها معنى ما تضاف إليه، وقد تم إضافتها في الآية إلى [نفس] وهي مفرد مؤنث، فإذا كلّ تأتي مفرد مؤنث.
ويمكن اعراب كلمة كل في الحديث الشريف كلُّ أمتي يدخلون الجنة إلا من أَبَى] كما يلي:
- [يدخلون]: الفاعل الواو، وهو ضمير لجمع المذكر، والمضاف إليه: [أمتي] وهي جمعٌ للمذكر.
- كلمة: (أمّة) هنا مؤنثة، حيث يقال: (كل أمتي تدخل (هي)، ويكون الضمير المؤنث في هذه الحالة (هي) (أمة) باعتبارها في ذلك مؤنثة.
«فلا تميلوا كُلَّ الْمَيْل فتذروها كالمعلقة» ويكون اعراب كلمة كل هنا كما يلي:
- كل يتم إعرابها مفعول مطلق، فهي لها حكم ما تضاف إليه، فلو تم وضع المضاف إليه موضعها يكون في هذه الحالة إعرابه هو إعرابَها. لذلك يكون إعرابها مفعولاً مطلقاً، لأن كلمة [الميل] تعرب مفعول مطلق.
إعراب كِلاَ وكِلْتَا في اللغة العربية
عند البحث عن اعراب كلمة كل نجد أيضا اسمان هما كِلاَ وكِلْتَا، ويتم لفظُهما مفردا، ومعناهما مثنّى، مثال ذلك [كلا التلميذين مجتهدٌ، وكلا التلميذين مجتهدان].
ويكون حكم إعرابه كما يلي:
يتم إعرابهم على حسب موقعهما من الجملة: فاعلاً أو مفعولاً أو توكيداً إلخ..
يجب اضافتهما إلى مثنّىً معرفةٍ، مثال ذلك: [نجح كلا الطالبَيْن، فباركت لكليهما].
في حال إضافتهما إلى اسمٍ ظاهر، في هذه الحالة يتم معاملتها معاملة الاسم المقصور، فيتم تقدير الحركات الثلاث على الألف في نهايتهما، كما إنها تقدَّر على ألف العصا والفتى، مثل: [سافر كلا الشيخين فودّعت كلا الشيخين، ووثِقت بكلا الشيخين].
وإذا تم إضافتهما إلى ضمير، يتم معاملتهما معاملة المثنى، فيتم رفعهما بالألف، وتُنصبان وتُجرّان بالياء، مثل: [ذهب كلاهما، فاستقبلت كليهما، ورحبت بكليهما].
إعراب كَلاّ
عند إعراب كلمة كَلاّ نجد لها معانٍ متعددة منها:
الزَّجْر: مثل قوله تعالى: «واتَّخَذوا من دون اللهِ آلهةً ليكونوا لهم عزّاً كلاّ سيكفُرون بعبادتهم».
النفي، بمعنى: [لا]، مثل قول الشاعر: قريشٌ جهازُ الناس حيّاً ومَيِّتاً فمَن قال: كلاّ، فالمكذِّبُ أكذَبُ.
وتأتي أيضا بمعنى الاستفتاح، أي: [أَلاَ]، مثل قوله تعالى: «اِقرأْ وربُّك الأكرم الذي علّم بالقلم. علّم الإنسان ما لم يعلم. كلاّ إنّ الإنسان ليطغى».
وكذلك نجدها بمعنى: [حقّاً] مثل قوله تعالى: «كلاّ إنّ كتابَ الأبرار لَفِي عِلِّيِّين»
تكون أيضا بمعنى حُكْم: في حال تَلَتْها [انّ] وكانت همزتها مكسورة مثل [إنّ]، من أمثلتها: (كلاّ إنّ الإنسان…) و(كلاّ إنّ كتاب).
بمعنى فائدة: في الأصل تكون (كلا) للمذكّر و(كلتا) تكون للمؤنث، ومن الممكن أن يتم استخدام كلاهما للمؤنث مثل: (نجحت التلميذتان كلاهما)، حيث قال هشام بن معاوية: يَمُتُّ بقُربى الزينبين كليهما إليكَ وقُربى خالدٍ وحبيب، وفي الأصل كان يجب أن يتم تأنيثهم فتصبح: [كلتيهما]. ولكنه في هذا البيت أوقع المذكّر موقع المؤنث فقال: [كليهما]، وهذا جائز.
إعراب كلَّما
تأتي كلمة كلما من جمع كل + ما، فيكون اعراب كلمة كل في هذه الحالة منصوبة على الظرفية، واما يتم إعرابها مصدرية ظرفية، مثال ذلك قوله تعالى: «كلَّما دخلَ عليها زكريّا المحراب وجد عندها رِزْقاً»اي يعني ذلك: كلَّ وقتِ دخول، وتُعرب:
كلَّ: ظرف زمان منصوب متعلق بالجواب المعنوي (وَجَدَ) .
ما: تكون مصدرية ظرفية، والمصدر المؤول منها ومن الفعل بعدها يتم إعرابه في محل جرّ مضاف إليه.
حكمها:
عند إدخال كلّما على الفعل الماضي، في هذه الحالة تفيد التكرار، ويلزم وجود جواب.
كما يتم إعرابها فاعل في حال تم إضافتها إلى فاعل، مثل: (جاء كلُّ الناس = جاء الناس).
يتم إعرابها مفعولٌ مطلق في حال تم إضافتها إلى مفعول مطلق، مثل: (لا تُفْرِطْ كلَّ الإفراط = لا تفْرِطْ إفراداً) .
يمكن إعرابها أيضا ظرفٌ في حال تم إضافتها إلى ظرف، مثل: (سهرت كلَّ الليل = سهرت الليل).
المضاف إليه بعد كلّ في حال كان محذوفاً فإنه يتم تقديره كأنه مذكور.
تأتي كل أيضا في التذكير والإفراد وكذلك التثنية والجمع، مثال ذلك كلُّ تلميذٍ يجتهد – كلُّ تليمذين يجتهدان – كلُّ التلاميذ يجتهدون
ما هي أحوال كلمة كل؟
بعد اعراب كلمة كل يمكنك الآن التعرف على أحوالها، والتي من بينها:
- يتم إدخالها على حرف أو حرفان فيتم تغيير المعنى لها، أو يتم اعطائها المعنى الأقوى للدلالة على الشيء.
- يمكن إدخالها على الألف واللام مثال ذلك ” الكل ذهبوا” بحيث تعطي نفس المعنى لجملة ” ذهب كل القوم“.
- يتم إضافتها إلى الضمير بالتعويض عن الألف واللام، ويكون ذلك اذا كان المضاف إليه بعدها معرفة، وفي هذه الحالة من الممكن لها الإفراد والمطابقة.
- هي أيضا من الحروف التي من الممكن أن يتم إضافتها إلى كل حرف واو أو حرف العطف ويتم استخدامها كاستدراك.
- يمكن أيضا وضع كلمة قبل كل وذلك لا يغير من معناها مثال ذلك قل كُلٌّ يعمل على شاكلته“.
- من الممكن أن تأتي أيضا كلمة كل في نصف الجملة، فيكون إعرابها في تلك الحالة مغاير للمبتدأ.
الأسئلة الشائعة
نعرض لكم فيما يلي بعض الأسئلة الشائعة التي تخص موضوع اعراب كلمة كل، والإجابات الخاصة بها.
هل تعرب كل توكيد معنوي؟
نعم حيث أن التوكيد المعنوي يتم باستخدام الفاظ بعينها مثل كل وكلا وكلتا وجميع.
مما هى نوع كلمة كل؟
كل تقع ضمن ألفاظ العموم التي تشير إلى الشئ وكل ما يحيط به.
في النهاية، عند البدء في اعراب كلمة كل في الجملة، يجب الانتباه إلى جميع الحالات الإعرابية التي تأتي حسب موقع الكلمة في الجملة، فقد تكون مبتدأ، أو مفعولاً به، ويمكن إعرابها مضاف إليه في حال تم إضافتها إلى اسم، أو تأتي كخبر للمبتدأ، أو مجرورة بحرف جر.
المصادر
