الوجه هو أكثر أجزاء الجسم تعبيرًا عن المشاعر، حيث يعبر عن مختلف العواطف مثل الفرح، الحزن، الغضب، والحب، وغيرها، ولكن ماذا يحدث إذا تعرض العصب السابع المسؤول عن تحكم عضلات الوجه للإصابة؟ في هذه المقال، سنتعرف على العصب السابع، وأسباب إصابته، وطرق علاجه.
التهاب العصب السابع
العصب السابع هو العصب المسؤول عن التحكم في عضلات الوجه والغدد اللعابية و الدمعية، وعندما يصاب العصب السابع يحدث اضطراب في وظائفه مما يتسبب في تأثير غير متجانس على شكل الوجه، على سبيل المثال يمكن أن يتسبب ذلك في فقدان القدرة على الابتسام أو البكاء أو إغلاق العينين بشكل صحيح، ويمكن أن يتسبب الالتهاب أيضًا في جفاف العينين والتهاب الغدد اللعابية.
وظائف العصب السابع
يعد العصب السابع مسارًا عصبيًا يربط بين الدماغ إلى عضلات محددة في الوجه، حيث يقوم بتنفيذ مجموعة من الوظائف الحركية والحسية، مثل:
- يوفر الإشارات العصبية التي تسمح للعضلات في الوجه بالانقباض، مما ينتج عنه مجموعة متنوعة من تعابير الوجه، مثل الابتسام أو التكشير او رفع الحاجبين.
- يساعد في تنظيم ضغط الدم، حيث يعمل على نقل الإشارات العصبية من القلب إلى الدماغ، حيث يتم تفسيرها على أنها ضغط الدم.
- توصيل بعض المعلومات الحسية من اللسان وداخل الفم، حيث يستخدم ثلثي طرف اللسان في هذه الوظيفة.
- يزود الغدد الدمعية بالإشارات العصبية اللازمة لإفراز الدموع.
- الحفاظ على سلامة الأذن من الضوضاء العالية، حيث يعمل على إدارة عضلة الأذن الداخلية التي تسهم في تخفيف قوة الصوت.
فروع العصب السابع ووظائفها
يتفرع العصب السابع إلى خمسة فروع، تساهم جميعها في الوظيفة الحركية للوجه، وهما:
- الفرع الشدق المسؤول عن تعبيرات الأنف والشفة العليا.
- الفرع الأمامي المسؤول عن التحكم في حركات عضلات الجبهة.
- فرع الفك السفلي الهامشي الذي يساعد في سحب الشفة السفلى، ويمر عبر الأذن للمساعدة على الاستجابة للأصوات العالية.
- فرع عنق الرحم المسؤول عن تعبيرات الذقن وزوايا الفم السفلية.
- فرع الوجني المسؤول عن اغلاق العين.
يمكن أن يحدث التهاب العصب السابع لأسباب عديدة، و سنتعرف على هذه الأسباب بالتفصيل.
أسباب التهاب العصب السابع
على الرغم من عدم وجود سبب واضح لالتهاب العصب السابع، إلا أن هناك عوامل تزيد من احتمالية حدوثه، ومن ضمن هذه الأسباب ما يلي:
1- إصابة بعدوى فيروسية
العدوى الفيروسية هي أحد أكثر الأسباب شيوعا لالتهاب العصب السابع، ومن الفيروسات التي يمكن أن تسبب التهاب العصب السابع ما يلي:
- جدري الماء، أو ما يعرف بالحُماق.
- الأمراض المتعلقة بوظائف الجهاز التنفسي.
- إنفلونزا ب.
- التهاب الجنبة، المعروف أيضًا باسم فيروس كوكساكي.
- فيروس إبشتاين بار.
- التهابات الفيروس المضخم للخلايا.
- فيروس النكاف، المعروف أيضًا باسم أبو دغيم.
- الحصبة الألمانية.
- الحزام الناري.
- فيروس مرض اليد والقدم والفم.
- الهربس التناسلي.
- الهريس الفموي.
- القروح الباردة.
2- الإصابة ببعض الحالات المرضية
من الممكن أن تزيد بعض الأمراض من فرص الإصابة بالالتهاب العصب السابع، ومن هذه الأمراض ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم المستمر.
- التهاب الأذن الوسطى الشديد المزمن.
- الصداع النصفي.
- داء الساركويد.
- داء السكري.
- متلازمة غيلان باريه.
- داء لايم.
- الجلطات الدماغية.
- التهاب رئوي.
- مرض الوهن العضلي الوبيل.
- الأورام المتواجدة قرب العصب الوجهي.
3- أسباب اخرى
هناك بعض الأسباب الأخرى التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب العصب السابع، ومنها:
- الأشهر الأخيرة خلال فترة الحمل.
- تعرض الوجه لإصابة أثرت على العصب المار به.
- الأشخاص الذين لديهم أفراد من عائلاتهم أصيبوا بالعصب السابع.
بعد أن تعرفنا على أسباب التهاب العصب السابع، دعونا نتعرف الآن على أعراضه.
أعراض التهاب العصب السابع
أعراض التهاب العصب السابع قد تختلف من شخص لآخر، وقد تكون دائمة أو مؤقتة، ومن الأمثلة عليها ما يلي:
- تلعثم في الكلام أو عدم القدرة على التحدث بوضوح.
- عدم القدرة على إغلاق العين بشكل كامل أو جزئي.
- شلل الوجه من جهة واحدة.
- تدلى الحاجب في الجهة المتضررة من الوجه.
- صعوبات في المضغ والبلع، مما قد يؤدي إلى سقوط الطعام من الفم.
- قلة إفراز الدموع.
- ظهور حالات تشنج لاإرادية في منطقة الوجه.
- فقدان السيطرة على عضلات الوجه، مما يؤدي إلى عدم القدرة على تحريك الحاجب والجبهة وزاوية الفم.
- تدلي الفم في الجهة المتضررة من الوجه.
- اضطراب في حاسة الشم أو التذوق.
- سيلان اللعاب بكثرة.
- انسداد الأنف.
- انسداد الأذن.
بعد أن تعرفنا على أعراض التهاب العصب السابع، سننتقل الآن إلى الحديث عن العلاجات المتاحة.
علاج العصب السابع
ليس كل حالات التهاب العصب السابع تتطلب العلاج، في كثير من الحالات تتحسن الأعراض من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة، ولكن قد يستغرق بعض الأشخاص ما يصل إلى عام للتعافي تمامًا، وهناك حالات أخرى تتطلب العلاج، فيما يلي بعض الطرق التي يمكن اتباعها لعلاج التهاب العصب السابع:
1- العلاجات الدوائية
تشمل العلاجات الدوائية ما يلي:
- يمكن أن يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروسات، مثل الأسيكلوفير لعلاج العدوى الفيروسية.
- يمكن أن يصف الطبيب أدوية مضادة للالتهابات، مثل الستيرويدات القشرية التي قد تكون أكثر فعالية إذا بدأ المصاب العلاج بها، وذلك لأنها تعمل على تقليل الالتهابات في الجسم، مما يؤدي إلى تخفيف الأعراض و تعجيل عملية الشفاء.
- يمكن أن يصف الطبيب علاجات للعين لتخفيف جفاف العين، الذي يحدث نتيجة عدم القدرة على إغلاقها وقلة إفراز الدموع. وتشمل هذه العلاجات القطرات والمراهم الطبية لترطيب العين.
2- العلاجات المنزلية
تشمل العلاجات المنزلية ما يلي:
- ممارسة التمارين الرياضية التي تساعد على استرخاء وتقلص العضلات.
- يمكن استخدام مسكنات لتقليل الألم، مثل: الباراسيتامول، والآيبوبروفين.
- تجنب تعريض الأذن للهواء البارد والحفاظ على تغطيتها بشكل جيد.
- تجنب تناول الأطعمة الساخنة أو الباردة بشكل زائد لمنع التحسس أو الحروق التي قد لا يلاحظها الشخص المريض
- ممارسة بعض التمارين الوجهية بانتظام في المنزل، حيث تعمل هذه التمارين على تعزيز مرونة عضلات الوجه تدريجياً.
- عدم التعرض للضغوط النفسية والتوتر العصبي.
- تجنب تعريض العين المصابة للجراثيم والغبار عن طريق تغطيتها عند الخروج.
الأسئلة الشائعة
ما هي مدة الشفاء من تلف العصب السابع؟
يعتمد وقت الشفاء من تلف العصب السابع على شدة الإصابة، في معظم الحالات قد يستمر الشفاء بضعة أسابيع أو أشهر، ولكن في بعض الحالات، قد يستغرق الشفاء عدة سنوات.
هل يعود الوجه لطبيعته بعد التهاب العصب السابع؟
نعم.
سيعود الوجه إلى وضعه الطبيعي بعد فترة العلاج.
في الختام، قمنا بتقديم نظرة شاملة حول العصب السابع، حيث اكتشفنا الأعراض والأسباب وطرق العلاج الممكنة، نأمل أن تساعد هذه المعلومات القراء على فهم هذه الحالة بشكل أفضل واتخاذ قرارات واعية بشأن صحتهم.
المراجع
