منوعات

العنف الالكتروني

العنف الالكتروني هو الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات في إرتكاب التصرفات العنيفة أو التحريض عليها، وتتضمن تلك الوسائل كلاً من الهواتف الذكية، وكذلك الإنترنت بجميع أساليبه، ومنصات التواصل، علاوة على ذلك يتعرض لهذا العنف الكثير من الأطفال والنساء والفتيات مما يجعلهن يمكن أن يشعرن بالخوف، الذعر، القلق، والاكتئاب، وهذه المشاعر السلبية قد تؤثر على علاقاتهن، دراستهن، عملهن، وحياتهن الاجتماعية، وقد تدفعهن إلى الانسحاب الكامل من الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

ما هو العنف الالكتروني

ما هو العنف الالكتروني

يطلق عليه باللغة الإنجليزية مصطلح (Cyberviolence)، وهو ظاهرة حديثة تشمل مجموعة متنوعة من الجرائم وصور العنف الأخرى المرتكبة عبر الإنترنت باستخدام أنظمة الحاسوب، ويهدف هذا النوع من العنف إلى إيذاء الأفراد، أو تسهيل أعمال العنف من قبل جماعات متحالفة، أو التهديد بها.

كما يمكن أن يؤدي العنف الالكتروني إلى أضرار جسدية، جنسية، نفسية، أو اقتصادية، بالإضافة إلى استغلال الأفراد في أمورهم الخاصة أو استغلال نقاط ضعفهم، وتعد هذه الظاهرة من أكبر التحديات التي تواجه الإنترنت حاليًا ومن أسوأ أشكال العنف نظرًا لتعقيدها مقارنة بالعنف المباشر.

العنف الالكتروني ضد الأطفال

العنف الالكتروني ضد الأطفال

هو استخدام التكنولوجيا والإنترنت لإيذاء الأطفال أو استغلالهم بطرق متنوعة، كما أن هذا النوع من العنف له تأثيرات عميقة على الصحة النفسية والعاطفية للأطفال، ويمكن أن يتخذ أشكالاً متعددة، منها التنمر الإلكتروني والاستدراج عبر الإنترنت.

علاوة على التحرش الجنسي الإلكتروني والاحتيال الإلكتروني وكذلك التشهير وانتهاك الخصوصية، وينتج بسبب سهولة وصول الأطفال إلى التكنولوجيا والافتقار إلى الرقابة الأبوية.

أسباب العنف الالكتروني

يعرف ذلك النوع من العنف بكونه سلوك عدواني يمارس عبر الإنترنت باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتتعدد أسبابه لتشمل الأسباب التالية:-

  • الاضطرابات النفسية والمشاعر المكبوتة مثل الغضب، الحقد، الكراهية، علاوة على التعبير عن المشاعر السلبية بطرق غير صحية عبر الإنترنت.
  • صدمات الطفولة والتعرض للعنف مثل الإساءة الجسدية، الجنسية، أو العاطفية في الطفولة، فضلاً عن التعبير عن الألم الداخلي بعد التعرض للعنف في مراحل لاحقة.
  • نقص المهارات الاجتماعية والتي تتمثل في الافتقار إلى الحكمة في التعامل مع المواقف المحبطة، واللجوء إلى العنف الالكتروني بدلاً من البحث عن حلول بناءة
  • الأوضاع الاقتصادية الصعبة مثل الفقر والبطالة، بالإضافة إلى الشعور بالظلم والحرمان نتيجة الفوارق الطبقية.
  • انعدام الثقة بالنفس وكذلك الشعور بالحرمان والنقص، وبالتالي استخدام العنف الإلكتروني لتعويض مشاعر النقص وتعزيز السيطرة
  • اعتقاد بعض الأفراد بحقهم في قول أو فعل أي شيء عبر الإنترنت دون مراعاة حقوق الآخرين، نتيجة سوء فهم مبادئ الحرية والتعبير.
  • تسلط الحكومات وقمع الحريات مما ينتج عنه استخدام العنف الإلكتروني كوسيلة للاحتجاج والتعبير عن الرفض.
  • سهولة إخفاء الهوية في العالم الافتراضي، وبالتالي الشعور بالأمان من العواقب، وممارسة السلوكيات العدوانية دون خوف من المحاسبة.

أشكال العنف الالكتروني وانواعه

أشكال العنف الالكتروني وانواعه

تتعدد أنواع وأشكال هذا العنف لتشمل أربعة أنواع رئيسية، تتمثل في الأشكال التالية:-

التحرش الإلكتروني

يعتبر التحرش الإلكتروني أحد أكثر أنواع هذا العنف انتشارًا وتكرارًا، ويستهدف الجاني ضحية أو ضحايا محددين بهدف إحداث اضطرابات عاطفية شديدة وخوف من الأذى الجسدي، كما يقوم المعتدي بتهديد الضحايا بالعنف، ونشر مواد تشهيرية لإحراجهم.

انتهاك الخصوصية المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات

يشمل هذا النوع عمليات اقتحام الحواسيب للحصول على البيانات الشخصية أو سرقتها، الكشف عنها، التلاعب بها، أو نشرها، والهدف من هذه العمليات هو انتهاك خصوصية الأفراد واستغلال معلوماتهم الشخصية.

الجريمة الإلكترونية

تتمثل الجريمة الإلكترونية بالوصول غير القانوني إلى البيانات الشخصية الحساسة، وتدمير هذه البيانات، أو منع المستخدم من الوصول إلى حاسوبه أو بياناته، مما يؤدي إلى أضرار جسيمة للأفراد.

التهديدات المباشرة أو العنف الفعلي باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات

يتضمن هذا النوع استخدام أنظمة الحواسيب في قضايا مثل القتل، الخطف، الاغتصاب، وأعمال العنف الجنسي، أو الابتزاز، وقد يشمل أيضا التدخل في الأجهزة الطبية مما يسبب إصابات أو وفيات.

اهداف العنف الالكتروني

تتنوع أهداف هذا العنف وتختلف باختلاف دوافع مرتكبيه، وسياق حدوثه، وخصائص الضحية، وبشكل عام، تتمثل أهدافه في النقاط التالية:-

  • إلحاق الأذى النفسي بالضحية، وإثارة مشاعر الخوف والقلق والاكتئاب لديها.
  • التشهير بالضحية من خلال تشويه سيرتها وإلحاق الضرر بسمعتها وعلاقاتها الاجتماعية.
  • الابتزاز وإجبار الضحية على القيام بأفعال معينة، أو دفع المال.
  • التحكم في سلوك الضحية وإجبارها على التصرف بطريقة معينة.
  • التلاعب بمشاعر الضحية واستغلالها لتحقيق أهداف معينة.
  • زرع الفتنة بين أفراد المجتمع وإثارة الاضطرابات والمشاكل.
  • الترويج لأفكار متطرفة ونشر الكراهية والعنف.
  • الاحتيال المالي مثل الاحتيال على بطاقات الائتمان أو سرقة المعلومات الشخصية.
  • ابتزاز المال من الضحية، من خلال التهديد بنشر معلومات أو صور محرجة عنها.

العنف الالكتروني ضد المرأة

العنف الالكتروني ضد المرأة

هو استخدام التكنولوجيا لارتكاب أعمال عدوانية ضد النساء أو الفتيات، ويشمل الهواتف المحمولة، الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن أبرز أشكاله نشر صور خاصة دون موافقة لابتزاز الضحية.

وكذلك إنشاء حسابات مزيفة للضحية لتشويه سمعتها، بالإضافة إلى التنمر عبر الإنترنت والكشف المعلومات الشخصية للضحية دون إذنها، والمراقبة والتهديدات المستمرة عبر وسائل التواصل.

علامات التعرض للعنف الإلكتروني

قد تظهر بعض العلامات على الشخص الذي يتعرض لهذا العنف، ويمكن ملاحظتها من قبل الأفراد المقربين منه، وتشمل هذه العلامات:-

  • يظهر الفرد قلقًا أو مضطربًا بعد اتصاله بالإنترنت أو استخدام الهاتف.
  • العزلة الاجتماعية حيث يتجنب الفرد التفاعل مع أصدقائه، عائلته، أو زملائه.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة.
  • تتدهور إنتاجيته في العمل، الدراسة، أو أي من نشاطاته الأخرى بشكل ملحوظ.
  • تجنب الأماكن فلا يرغب الشخص في الذهاب إلى أي مكان.
  • يكثر من الادعاء بالمرض كذريعة لتجنب القيام بأي شيء يقترحه الآخرون عليه.
  • يظهر الشخص دائمًا بمزاج مكتئب وحزين.

نتائج العنف الالكتروني

يمكن تصنيف النتائج أو الأضرار المترتبة على هذا العنف إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي:-

الضرر النفسي

ويشمل الضرر النفسي الشعور بالخوف والقلق والاكتئاب، علاوة على فقدان الثقة بالنفس وتشكيكها في قدراتها وإمكانياتها، والشعور بالعزلة والوحدة والخوف من التعرض لمزيد من الإيذاء، فضلاً عن الميل إلى التفكير في الانتحار وذلك في الحالات الشديدة.

الضرر المالي

قد يستخدم العنف الإلكتروني لابتزاز الضحية ماليًا، بالإضافة إلى فقدان الوظائف في بعض الحالات والخسائر المادية، مثل تكاليف العلاج النفسي أو القانوني.

الضرر الاجتماعي

تتمثل صور الضرر الاجتماعي في تدهور علاقات الضحية مع عائلتها وأصدقائها، نتيجة للشعور بالخجل أو الخوف من ردود أفعالهم، بالإضافة إلى فقدان السمعة والتعرض للتنمر وصعوبة الحصول على الوظائف أو الدرجات العالية في الدراسة.

سمات العنف الالكتروني

بينت التطورات التكنولوجية السريعة سمات مميزة للعنف الرقمي أو الإلكتروني، جعلته أكثر تأثيرًا على الضحايا، مقارنة بالأشكال التقليدية للعنف، ويمكن تلخيص هذه السمات في:-

  • أشد قسوة في تداعياته من أساليب العنف التقليدية، مما يجعل من الصعب معرفة حجم تأثير جرائمهم على الضحايا.
  • عالمي وعابر للحدود فلا يعترف هذا النوع من العنف بحدود المكان أو الزمان.
  • يتطور هذا العنف باستمرار مع تطور التكنولوجيا، مما يجعل آثاره تدوم لفترة طويلة.
  • لا يتطلب هذا النوع من العنف تفاعلاً جسديًا بين الجاني والضحية، كما في العنف التقليدي.
  • سهولة حدوثه والوصول إلى الضحية وصعوبة دفاعها عن نفسها في أي وقت ومكان.

المخاطر الاجتماعية للعنف الالكتروني

يشكل هذا العنف ظاهرة خطيرة تهدد سلامة واستقرار المجتمع، وتلحق به أضرارًا جسيمة على مختلف المستويات، وتتمثل أهم المخاطر الاجتماعية له ما يلي:-

  • انتشار ثقافة الكراهية والعنف بين الأفراد في المجتمع.
  • زعزعة الاستقرار الاجتماعي من خلال تعرض الأسر للمشاكل.
  • تراجع الثقة في المؤسسات وإثارة الفتن والاضطرابات.

كيفية التعامل مع العنف الالكتروني

يمكن التعامل مع ذلك النوع من أنواع العنف، من خلال اتباع مجموعة من الطرق التي تتمثل في:-

  • تفعيل القوانين الخاصة بتوقيع العقاب على أصحاب الجرائم الإلكترونية.
  • الاهتمام بالتنشئة الأسرية السليمة التي ينتج عنها شخصيات أصحاب ثقة بالنفس لا تتأثر بهذه الصور من الابتزاز.
  • التوعية من خلال الأسرة والمدرسة بمدى كيفية الاستخدام الصحيح للانترنت.
  • كسر صمت الضحية عن طريق جعلتها لا تنساق وراء ابتزاز الجاني والاستسلام له.

الأسئلة الشائعة

والآن دعونا نتعرف على أبرز الأسئلة الشائعة حول موضوع العنف الالكتروني

هل يمكن عد العنف الالكتروني ظاهرة اجتماعية؟

بالطبع هو ظاهرة اجتماعية وقد زادت بكثرة خلال الآونة الأخيرة، وخاصة على منصات التواصل الاجتماعي.

ما هي تداعيات العنف الرقمي على النساء؟

هناك الكثير من التداعيات والتي تعتبر أشد من تداعيات العنف التقليدي، مثل التقليل من احترام النساء وإحجام دورهم وكذلك حقوقهم، بالإضافة إلى النظرة الدونية والانتقاص من قدرهم.

هل يجب التبليغ عن العنف الالكتروني؟

نعم، يعد التبليغ ضروري لحماية الضحايا والتصدي للجرائم الإلكترونية، والتخفيف من الآثار السلبية لها وتحفيز المؤسسات على تعزيز الأمن الإلكتروني، مما يجعل من الصعب على الجناة القيام بأعمالهم.

في النهاية نجد أن العنف الالكتروني ظاهرة حديثة خطيرة تتسبب في الكثير من المشاكل، سواء الاجتماعية أو النفسية أو المالية، ويمكن التغلب عليه من خلال الكثير من الطرق التي تتوقف على شخصية الضحية.

المصادر

الوسوم

  • العنف الالكتروني
  • التنمر الإلكتروني
  • التحرش عبر الإنترنت
  • مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي
  • حماية الأطفال من العنف الإلكتروني
  • قانون مكافحة العنف الإلكتروني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى