في ظل انتشار الوباء العالمي السنوات السابقة، أصبحنا نسمع الكثير عن الفيروسات والبكتيريا، التي لطالما كانت مصدرا للقلق نظرًا لقدرتهما على إلحاق الضرر بالبشر، لذلك قد يكون من الصعب معرفة الفرق بين هذين النوعين من الكائنات الحية، وفي هذا المقال سنناقش الفرق بين الفيروسات والبكتيريا وكيفية تسببهما في المرض.
الفرق بين الفيروس والبكتيريا
البكتيريا هي كائنات وحيدة الخلية، يمكن أن تكون ضارة أو مفيدة للإنسان، والعديد من أنواع البكتيريا لا تكون ضارة، بل على العكس تساعد في هضم الطعام ومكافحة الميكروبات الأخرى، أما الفيروسات فهي كائنات أصغر من البكتيريا، وتسبب معظمها المرض.
يمكن تمييز الفيروس والبكتيريا من خلال عدة خصائص:
1- الأمراض الفيروسية والأمراض البكتيرية
الأمراض التي تسببها الفيروسات وتلك التي تسببها البكتيريا تختلف في طبيعتها وأعراضها وطرق علاجها.
الأمراض التي تسببها الفيروسات
- الحصبة.
- أنواع الجدري المختلفة، مثل جدري المائي وجدري القردة.
- التهابات الكبد الوبائي.
- الإيدز.
- الإنفلونزا.
- الزكام.
- الإنفلونزا الموسمية.
- فيروس الإيبولا.
- فيروس زيكا.
- البثور.
- الفيروسات التاجية، وأشهرها فيروس كورونا الذي انتشر على مستوى العالم.
- التهاب السحايا الفيروسي.
- التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي.
الأمراض التي تسببها البكتيريا
- التهاب الحلق.
- مرض لايم.
- تسمم الطعام.
- التهابات المسالك البولية.
- السل.
- الكزاز.
- السيلان وهو مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
- التهابات السحايا البكتيري.
2- طرق انتقال الأمراض التي تسببها البكتيريا والفيروسات
على الرغم من أن البكتيريا والفيروسات تختلفان في طريقة التكاثر والاعتماد على الخلايا، إلا أن طريقة انتقالهما متشابهة إلى حد كبير.
طرق انتقال الفيروسات
- التفاعل المباشر مع الأفراد الذين يعانون من الإصابة بالعدوى الفيروسية.
- بعض الحشرات الحاملة للفيروسات يمكن أن تنقل الفيروس إلى الإنسان عن طريق اللدغ.
- يمكن أن تنتقل الفيروسات من الأم إلى الجنين أثناء الحمل أو الولادة.
- لمس سطح ملوث بالفيروس ثم لمس الوجه بالفم والأنف.
- يمكن أن تنتقل معظم الفيروسات التي تسبب الأمراض الجنسية عن طريق الجماع غير المحمي.
- يمكن أن تنتقل العدوى الفيروسية من شخص لآخر عن طريق السعال أو العطس.
طرق انتقال البكتيريا
- التفاعل المباشر مع الأفراد الذين يعانون من الإصابة بالعدوى الفيروسية.
- تناول طعام أو شرب مياه ملوثة بالبكتيريا.
- انتقال الأمراض البكتيرية من الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل.
- يمكن أن تنتقل البكتيريا من شخص لآخر عن طريق السعال أو العطس.
- العلاقة الحميمة مع الشخص المصاب.
- يمكن أن تنتقل البكتيريا من الأسطح الملوثة إلى الطعام أو الفم عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة ثم ملامسة الطعام أو الفم.
3- الأعراض الشائعة للأمراض الفيروسية والبكتيرية
في الواقع، تتشابه أعراض الفيروس والبكتيريا تمامًا، وقد يخلط بين النوعين حتى من قبل الأطباء، لذلك يُجرى عادة تحليل دم أو بول للتأكد من نوع المرض. ومن الأعراض المشتركة بين النوعين ما يلي:
- الشعور بالإرهاق والتعب الشديد.
- السعال والعطس.
- في بعض الحالات، قد تؤدي الإصابة إلى الرعشة.
- تزايد في درجة الحرارة، وقد يصاحب ذلك ظهور حمى.
- الإسهال الحاد.
4- طرق علاج الأمراض الفيروسية والبكتيرية
يظهر الفرق الكبير في علاج الفيروسات والبكتيريا، حيث يختلف علاج كل منهما تمامًا، ولذلك سنتناول توضيحا لعلاج كل منهما بشكل فردي فيما يلي:
علاج الأمراض الفيروسية
الأمراض الفيروسية لا يوجد لها علاج محدد، وتناول المضادات الحيوية لها غير مفيد، بل قد يكون ضارا، حيث إنها تهاجم الكريات البيضاء وتضعف جهاز المناعة بدلاً من مساعدته على الشفاء.
الحل الأمثل لمحاربة الفيروسات هو التطعيم، حيث يعتمد التطعيم على حقن عينة ميتة أو تم تخريبها مخبرياً من الفيروس في جسم الشخص السليم، مما يحفز الجسم على إنتاج أجسام مضادة خاصة بهذا الفيروس، والتي تحميه من الإصابة بالمرض.
علاج الأمراض البكتيرية
علاج الأمراض البكتيرية بشكل عام هو المضادات الحيوية، حيث أن المضادات الحيوية فعالة فقط ضد البكتيريا، ولا تؤثر على الفيروسات، بل على العكس قد يؤدي استخدام المضادات الحيوية بشكل غير صحيح إلى مقاومة البكتيريا للأدوية، مما يجعلها أكثر صعوبة في العلاج.
وقد حذر الأطباء ومنظمة الصحة العالمية من استخدام المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب، لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تكيف البكتيريا مع الأدوية الجديدة، مما يجعلها أكثر مقاومة وصعوبة في العلاج.
وفيما يلي بعض الحالات التي لا تتطلب استخدام المضادات الحيوية، لأنها ناتجة عن فيروسات:
- الإنفلونزا.
- آلام الحلق الخفيفة التي قد تصاحب الزكام.
- نزلات البرد والتهاب القصبات الحاد.
نصائح للحماية من العدوى الفيروسية والبكتيرية
من أهم النصائح التي يمكن أن تساعد في الوقاية من الأمراض الفيروسية والبكتيرية ما يلي:
- المحافظة على نظافة اليدين بالماء والصابون يوميا.
- من المهم تغطية الأنف والفم عند السعال أو العطس لحماية الآخرين من الأمراض.
- الحصول على التطعيم هو أفضل طريقة للحماية من الأمراض.
- يمكن أن تنتقل الجراثيم من الوجه إلى الجسم عن طريق اليد، لذلك من المهم تجنب لمس الوجه باليد.
- الحفاظ على نظافة وتطهير الأغراض التي تتم ملامستها كثيرًا.
- الحرص على طهي الطعام حتى ينضج تماما لمنع انتشار الأمراض.
الأسئلة الشائعة
ما الطرق التي يمكن من خلالها علاج العدوى الفيروسية كنزلات البرد؟
يمكن تسريع الشفاء من العدوى الفيروسية كنزلات البرد باتباع ما يلي:
- تناول أدوية مسكنة للألم وخفض درجة الحرارة مثل دواء الباراسيتامول لعلاج الألم والحمى.
- تناول أقراص للمص لمعالجة التهاب الحلق.
- شرب السوائل ضروري للحفاظ على رطوبة الجسم.
- تناول الأدوية المضادة للاحتقان للتخلص من رشح الأنف واحتقانه.
ما هي أنواع التطعيمات المستخدمة لمنع الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية؟
توجد العديد من التطعيمات التي تمنع الإصابة ببعض أنواع العدوى، سواء كانت بكتيرية أو فيروسية، وتحمي هذه التطعيمات من الإصابة بالميكروب الخاص بها، ولكنها لا تعالج الإصابة، ومن أنواع التطعيمات ما يلي:
- تطعيم فيروس الكبد ب.
- تطعيم الحصبة.
- تطعيم فيروس الكبد أ.
- تطعيم شلل الأطفال.
- تطعيم جدري الماء.
- تطعيم الإنفلونزا.
لماذا الفيروسات أخطر من البكتيريا؟
تختلف التركيبة الميكروبيولوجية للفيروسات عن البكتيريا، مما يجعلها أكثر خطورة، حيث تمتلك الفيروسات القدرة على تغيير شكلها باستمرار.
ما الفرق بين التهاب الحلق الفيروسي والبكتيري؟
يمكن التفريق بين التهاب الحلق البكتيري أو الفيروسي بشكل دقيق عن طريق إجراء مسحة الحلق، ولكن يمكن ملاحظة بعض الأعراض التي تميز التهاب الحلق الفيروسي، مثل:
- السعال.
- ظهور تقرحات في الفم، قد تكون مؤلمة أو غير مؤلمة.
- صداع الرأس.
- سيلان الأنف أو انسداده.
- شعور بالألم أو الحرقة في الحلق.
- شعور بالتعب أو الضعف.
- تعرق أكثر من المعتاد.
بينما الأعراض التي تميز التهاب الحلق البكتيري، تشمل:
- ألم في منطقة المعدة، قد يكون حادا أو مزمنا.
- التهاب الحلق بشكل مفاجئ، مع الشعور بالألم أو الحرقة في الحلق.
- الشعور بالدوار، مع الرغبة في التقيؤ.
- انتفاخ الغدد الليمفاوية في الرقبة.
- انخفاض الرغبة في تناول الطعام.
- ظهور بقع حمراء أو بيضاء على الحلق، قد تكون مؤلمة أو غير مؤلمة.
- صعوبة هضم الطعام، مع الشعور بالامتلاء بعد تناول كميات قليلة من الطعام.
- صعوبة في ابتلاع الطعام أو السوائل.
في ختام هذا المقال، يمكن القول أن الفيروسات والبكتيريا هما خطران قائمان، ويمكن أن يسببوا الكثير من المشاكل للإنسان، لذلك من المهم أن نكون على دراية بكيفية الوقاية منهما عن طريق اتباع النصائح السابقة والتعرف على الفرق بينهما كما ذكرنا سابقًا.