المناعة النفسية
لا يمكن أن يغفلَ أحدٌ عن مدى أهمية المناعة النفسية في تعزيز صحة الإنسان ليس عقليًّا فقط بل وجسديًّا أيضًا.. ويمكن القول إن أصحاب تلك المناعة هم القادرون على التأقلم على مختلف الظروف الحياتية.. ومن خلال هذا المقال سوف نحاول الإلمام بهذا الموضوع الهام بشكل كاف، وذلك من خلال مناقَشة العديد من جوانبه الضرورية بتفاصيلها المهمة.
ما هي المناعة النفسية؟
يمكن إيجاز تعريف المناعة النفسية في امتلاك الإنسان للقدرة على التأقلم مع مختلف الظروف التي يجد نفسه بداخلها.. ويُستدَل على ذلك بمرور بالعديد من المواقف -الإيجابية منها والسلبية- وتخطيها دون أن يتأثر سلبًا بها.
تتركز هذه القدرة في قيامه بتغيير ردود أفعاله في المواقف المختلفة، إلى جانب توجيه النظر إلى الحلول في المقام الأول.. بالإضافة إلى تغيير ما يلزم من آلية التفكير لملاءمة كل تلك المواقف والظروف المختلفة.
هناك مجموعة من العوامل المختلفة التي يمكن أن يكون لها تأثير على تلك المناعة، وهي تتضمن كلاً مما يأتي:
- الأصدقاء؛ فوجودهم من عدمهم قد يكون له تأثير على مناعة الإنسان النفسية.. وكلما اقترب الإنسان من الوحدة، تغيرت طبيعته النفسية.
- مجموعة من العوامل الحيوية والوراثية.
- المستوى الدراسي؛ فالنجاح أو الفشل فيه بإمكانه أن يؤثر على الإنسان نفسيًّا بشكل واضح.
- ظروف البيئة المحيطة، وكذلك الأحوال العائلية والأسرية.
- طبيعة استهلاك المواد الكحولية.
- الصدمات العاطفية وما قد ينتج عنها من أضرار نفسية وجسدية واضحة.
أنواع المناعة النفسية PDF
هناك الكثير من الأمثلة على رسائل ماجستير عن المناعة النفسية PDF توضيح أنواعها، ويمكن إجمالها في ثلاثة أنواع رئيسية هي:
- طبيعية: ويمكن إجمال تعريفها في أقل قدر ممكن من الوسائل والقدرات المناعية التي يمتلكها الفرد كي يستطيع البقاء على قيد الحياة.
- مكتسَبة طبيعيًّا: وهي عبارة عن قدرات مناعية يتمكن الفرد من اكتسابها بشكل تلقائي بمرور الوقت عن طريق المرور بكثير من التجارب والمواقف المختلفة.
- مكتسَبة صناعيًّا: ويمكن إجمال تعريفها في مختلف القدرات المناعية التي يتم تعزيزها بشكل بشري، مثل اللقاحات التي يتم الحصول عليها بشكل متعمَّد لاكتساب مناعة ضد مسبِّب مرضها.
أعراض نقص المناعة النفسية
هناك مجموعة من الأعراض التي قد تظهر على الشخص لتكون مؤشرًا على ضعف المناعة النفسية لديه.. وتشتمل هذه الأعراض على كل مما يأتي:
- دخول الشخص في حالة من الانهيار الشديد عند المرور بمواقف لا تستدعي ذلك.
- المعاناة المستمرة من صعوبة النوم بشكل طبيعي.
- قد يصبح الشخص حساسًا لمختلف الأمور بشكل مبالَغ فيه.
- ظهور أعراض الخجل الاجتماعي بشكل واضح.
- المعاناة من العجز عن التواصل مع الآخرين بشكل طبيعي.
- ملاحظة دخول الشخص في نوبات من الانفعال الشديد بسرعة ومن أقل شيء، وكذلك العجز عن التحكم بردود الفعل.
- يصبح الشخصُ غيرَ مقدِّرٍ لنفسه بالقدر الكافي.
كيف تقوي مناعتك النفسية؟
هناك الكثير من الممارَسات التي تستهدف تقوية المناعة النفسية وتحسينها بشكل فعال، وفيما يأتي نوضح أشهر هذه الممارَسات:
- الرضا؛ فيمكن للرضا أن يجعلَ الإنسانَ سويًّا نفسيًّا؛ لذا من الأمور المهمة للغاية أن يصبح كل شخص راضيًا عن نفسه وحياته.. والتحلي بالرضا يستوجب الابتعاد عن فكرة مقارَنة النفس بالآخرين.
- من الضروري الابتعاد عن فكرة جلد الذات؛ فبإمكان تلك الفكرة أن تجعل الإنسانَ غيرَ راضٍ عن أيٍّ من ظروف حياته، كما تجعله غير مقدِّرٍ لنفسه ولا لقدراته.. وبدلاً من ذلك، يجب التعرف على أسباب الفشل، والعمل على تعديلها فيما هو قادم للتعلم منها وتفاديها.
- يجب أن نراعيَ كلَّ ما يدخل في عقولنا؛ لبناء شخصية ذات عقل بَنَّاء بعيد عن التشاؤم.
- من الضروري الحرصُ على مراعاة لغة الجسد؛ فهو يتعب ويمرض ويعبر عن تعبه؛ لذا يجب علينا أن نمدَّهُ بما يحتاج من راحةٍ كي يستطيعَ استعادةَ قواه.
- ترك الماضي؛ فمن الضروري أن نعمل على نسيان ما قد مضي؛ فما قد فات لن يأتي.. والتفكيرُ فيه يكون له أثر في إشغالنا عن التفكير في المستقبل والإعداد له.
- من المفيد جدًّا الالتزام بالإيجابية في التفكير من خلال التركيز على النصف الممتلئ والابتعاد عن التفكير في النصف الفارغ من الإناء.. ليس هذا فحسب، بل من المفيد أيضًا الحرص على مصاحَبة أشخاص إيجابيين لا ينتابهم التشاؤم.
- كذلك من الأشياء المفيدة العمل على قضاء وقت من الخلوة والسكينة لتصفية الذهن مما قد يشوبه من أفكار مشتِّتة على مدار يومه.
- من الضروري العمل على تجنب أي شيء أو أي شخص قد يكون سببًا في بعث قدر من الطاقة السلبية أو القلق والمشكلات النفسية.
- من المفيد كثيرًا الامتنانُ بما يصل إلينا من نِعَم وَهِبات.. فمن شأن هذا التصرف أن يقينا التأذي إثر ما يمر علينا من ضغوطات في الحياة.
أساليب تقوية المناعة النفسية
استكمالاً لما تم ذكره بالأعلى من ممارسات تم استنتاجها من أكثر من كتاب المناعة النفسية، نذكر ممارَسات أخرى في الصدد نفسه:
- مما قد يُخلِفُ أثرًا سلبيًّا على صحة الإنسان نفسيًّا وذهنيًّا اهتمامه المفرط بما يقوله الآخرون عنه.. لذا يجب على كل إنسان أن يعرفَ قيمةَ نفسه ولا يعتمد على آراء الآخرين في استنتاجها.
- من المفيد تفريغ القلب والذهن من أي مشاعر حسد أو غل أو حقد؛ فلهذه المشاعر تأثير سلبي على الحالة النفسية للإنسان.
- عند المرور ببعض الظروف والمواقف الصعبة، يجب ألا يكون الاستسلام سهلاً؛ بل من الضروري العمل بقوة على إيجاد أنسب حلول بديلة لكل موقف.
- من الواجب إبعاد النفس عن أي مصدر للقلق والتوتر؛ فمن شأن تلك المشاعر أن تؤثر سلبًا على صحة الإنسان النفسية بشكل قوي.
- يجب العمل على إكساب النفس صفة «الثبات الانفعالي» والسيطرة على ردود الفعل بغض النظر عن طبيعة الموقف.. فيجب أن يكون من الصعب الانفعال الذي يشير إلى الهشاشة النفسية.
- من الضروري العمل على خفض سقف التوقعات، إلى جانب دراسة كل الاحتمالات لوضع كل ما يمكن من استعدادات لها.. كل ذلك بغرض تسهيل فكرة التعامل مع النتائج بغض النظر عن طبيعتها، مع تفادي الإصابة بالإحباط.
الأسئلة الشائعة
الآن، وبعد الحديث عن المناعة النفسية بصورة مفصَّلة، يمكن الآن أن ننتقل لتوضيح إجابات أشهر الأسئلة التي يتم طرحها حول هذا الموضوع.
هل الحالة النفسية تؤثر على جهاز المناعة؟
نعم، يمكن بالفعل أن يكون للحالة النفسية دور قوي وفعال في التأثير على الجهاز المناعي للجسم، سواء من ناحية إيجابية أو سلبية.
كيف تكتسب مناعة نفسية؟
هناك وسائل كثيرة يمكن اتباعها لتعزيز تلك المناعة لدى الإنسان، وقد حاولنا من خلال هذا المقال إجمال أهم هذه الوسائل.
ما معنى المناعة النفسية بالانجليزي؟
إن هذا المصطلح تتم ترجمته بالإنجليزية إلى (Psychoneuroimmunology).
إلى هنا نكون قد تحدثنا عن المناعة النفسية بشيء من التفصيل.. حيث بتوضيح تعريف مبسَّط لهذا المصطلح، ثم انتقلنا لتوضيح أشهر أنواعها.. وذلك قبل أن نوضح أهم الأعراض التي قد تظهر على الإنسان وتدل على معاناته من نقصٍ في هذه المناعة.. ولم نغفل في النهاية عن ذلك مجموعة من أشهر الممارَسات التي يمكن اتباعها في سبيل تقوية تلك المناعة.. وذلك قبل أن ننهي حديثنا بالإجابة عن بعض الأسئلة الأكثر شيوعًا في هذا الصدد.
المصادر
الوسوم
- المناعة النفسية
- الصحة النفسية
- قوة التحمل النفسي
- مواجهة الضغوط
- الرفاهية النفسية
- الشخصية القوية
- الصمود النفسي
- التأقلم مع التوتر
- الذكاء العاطفي