قصص عن الصدق في عهد الرسول

قال كعب بن مالك أنه في غزوة تبوك، وأثناء قيامة بتحضير حقيبته للخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للمشاركة في هذه الغزوة تأخر عنه، فقال في نفسه: سأنتظر ليوم غد وأقوم بتجهيز حقيبتي، وفي اليوم التالي قال أنه سيعد حقيبته للخروج مع الرسول ويلحقهم في اليوم الثاني، وظل يقول أنه سيحضر حقيبته وسيلحقهم في اليوم الثالث، وبعد ذلك بدا كعب يشعر بالخوف من أن يذهب للالتحاق بالجيش فيتأخر عنهم، أو ينظر إليه احدهم نظرة الضعيف، أو نظره المنافق الذي لم يقم بالالتحاق بالرسول صلى الله عليه وسلم في الغزوة، ولم يذهب كعب إلى الغزوة، إلى أن جاءه خبر انتصار الرسول الكريم وجيشه في هذه الغزوة، شعر كعب بالخوف وقال أنه سيخبر الرسول عليه الصلاة والسلام أنه كان مع الجيش في الغزوة حتى لا يغضب منه الرسول الكريم، وبعد أن رجع الرسول من الغزوة توجه إلى كل الناس الذين تخلفوا عن الغزوة وبدأوا بعرض الأسباب المختلفة له، وجاء دور كعب بن مالك، فسأله الرسول الكريم عن سبب تخلفه عن الغزوة، فقال كعب: (يا رسول الله والله لو جلست إلى غيرك من أهل الدنيا لخرجت من سخطه بعذر، ولقد أعطيت جدلًا، والله ما كان لي عذر حين تخلفت عنك)، فعندما سمعه رسول الله قال: أما هذا فصدق، وقال له اذهب وانتظر أمر الله عز وجل.

 وعندما خرج كعب وجد أهل المدينة ينتظرونه ويلومونه على قوله الصدق، وانه كان يجب عليه أن يكذب على الرسول الكريم ويذكر سبب كاذب لتخلفه عن الغزوة، فسال كعب: هل صدق احد غيري عند رسول الله؟ فوجد رجلين هم مرارة بن الربيع، وهلال بن أبي أمية، فأمر الرسول أن لا يتحدث احد مع هؤلاء الثلاثة قط حتى هو عليه الصلاة والسلام، حتى نزل قول الله تعالى (وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم* يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين).