كيفية الوضوء من أجل التعبد لله عز وجل، حيث يعتبر الوضوء شرط أساسي قبل أداء العبادات المتنوعة مثل الصلاة والطواف بالكعبة، فلا تصح الصلاة بدون طهارة، والدليل على ذلك ما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم “مِفتاحُ الصَّلاةِ الطُّهورُ” ويقصد بالطهور هنا الوضوء، ولكن قد يتجاهل البعض الطريقة الصحيحة للوضوء، وهذا ما يجعلهم يتساءلون عن خطوات الوضوء الصحيح.
كيفية الوضوء
ردًا على سؤال كيفية الوضوء هناك مجموعة من الخطوات التي يجب اتباعها حتى يتم الوضوء على أكمل وجه، وهذه الخطوات هي:
- استحضار النية: فلا يكون الوضوء صحيح إلا بعد نية رفع الحدث.
- التسمية بالله: ويقصد بها قول بسم الله الرحمن الرحيم.
- غسل الكف ثلاثة مرات: والدليل على ذلك حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي ذكر فيه صفة وضوء الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث قال: (دعا بوَضوءٍ، فتوضأ، فغسل كَفَّيْهِ ثلاثَ مراتٍ).
- المضمضة: ويقصد بها وضع الماء في الفم وتحريكه، ويستحب القيام بذلك ثلاثة مرات.
- الاستنشاق: والدليل على ذلك ما ورد في حديث عثمان رضي الله عنه في صفة وضوء النبي عليه الصلاة والسلام، حيث قال: (فمضمض واستنثر، ثمّ غسل وجهَه ثلاثَ مراتٍ)، ويفضل الاستنشاق ثلاثة مرات.
- غسل الوجه ثلاثة مرات: وحدود الوجه من أعلى الجبهة إلى أسفل اللحية، ومن جهة الأذن إلى الأذن عرضًا.
- غسل اليدين ثلاثة مرات إلى المرفقين: ويكون الغسل هنا من الأصابع وصولا إلى المرفقين.
- مسح الرأس والأذنين: يجب على المسلم أن يمسح رأسه ويمسح أذنيه مرة واحدة فقط.
- غسل القدمين: الخطوة الأخيرة من سؤال كيفية الوضوء يتمثل في غسل القدمين ثلاثة مرات.
- التشهد: ويقصد به الذكر الذي يقال بعد الانتهاء من الوضوء، والدليل على ذلك ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال “ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ”.
أركان الوضوء
بعد التطرق إلى سؤال كيفية الوضوء سيتم من خلال ما يلي عرض أركان الوضوء والتي عددها ستة أركان، ويقصد بالركن أنه لا يتم الشيء إلا بالقيام به، وأركان الوضوء هي:
- النية: ومحلها القلب، والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات).
- غسل الوجه: ويكون ذلك من بداية منابت الشعر إلى أسفل الذقن طولًا، ومن الأذن إلى الأذن الأخرى عرضًا.
- غسل اليدين مع المرفقين: وذلك بداية من الأصابع وحتى المرفقين، ويقصد بالمرفقين العظم الذي يصل بين الساعد والعضد.
- مسح شيء من الرأس: ويقصد به وصول بلل من الماء إلى الرأس، وذلك إما بمسح فروة الرأس أو الشعر.
- غسل الرجلين مع الكعبين: ويقصد بالكعبين العظم الظاهر بين الساق والقدم.
- الترتيب: ويقصد به عدم تقدم عضو على عضو أخر، ويعتبر ذلك أيضًا من سنن الوضوء.
- الموالاة: يعتبر هذا الركن واحد من أركان الوضوء عند الحنابلة، والقصد منه غسل عضو ما عن العضو الذي قبله.
شروط الوضوء
استكمالًا لسؤال كيفية الوضوء فإن هناك مجموعة من الشروط اللازم توافرها من أجل صحة الوضوء، ويقصد بالشرط ما لا يتم الشيء إلا به، وتتمثل هذه الشروط فيما يلي:
- الإسلام: فلا يقبل الوضوء من غير المسلم.
- التمييز: فلا يقبل الوضوء من المجنون أو الصبي الغير مميز، ويقصد بسن التمييز السن الذي يصبح في الشخص قادر على التفرقة بين النافع والضار.
- العلم بفريضة الوضوء: لا يصح الوضوء من الشخص الذي يعتقد أن أحد الفروض سنة.
- الطهارة من الحيض والنفاس: فلا يقبل الوضوء من الحائض والنفساء.
- الماء الطهور: حتى يكون الوضوء صحيح فيجب أن يكون الماء طاهر.
- عدم وجود مانع يمنع من وصول الماء إلى البشرة: ويقصد به عدم وجود طبقة أو وسخ على الجلد أو تحت الأظافر يمنع من وصول الماء إلى تلك المناطق، وفي هذه الحالة يكون الوضوء غير صحيح.
- جريان الماء على العضو: فيجب أن يصل إلى الماء على العضو كاملًا.
- النية: وهي شرط أساسي عند المذهب الحنبلي.
- دخول الوقت: وهذا الشرط خاص بدائم الحدث سواء كان الحدث اكبر أو اصغر.
- الموالاة: ويقصد به أن يتتابع الشخص بين الوضوء والصلاة وخاصة لمن هو دائم الحدث سواء الأصغر أو الأكبر.
مكروهات الوضوء
عند التحدث عن كيفية الوضوء لابد من التحدث عن مكروهات الوضوء حتى لا يقع المسلم بها، وهذه المكروهات هي كما يلي:
- الإسراف في استخدام الماء.
- تخليل اللحية وذلك للمحرم بالحج أو بالعمرة.
- غسل الأعضاء أكثر من ثلاثة مرات.
- استعانة الشخص بغيره لغسل الأعضاء دون وجود عذر لذلك.
نواقض الوضوء
هناك مجموعة من نواقض الوضوء والتي يجب على من يقوم بطرح سؤال كيفية الوضوء أن يكون على دراية بها، وهذه النواقض هي كما يلي:
- الخارج من السبيلين: ويقصد به القبل أو الدبر سواء كان ريح أو غائط أو بول أو دم أو غير ذلك، باستثناء المني لأن يحتاج إلى الغسل.
- زوال العقل: ويقصد به زوال التمييز بالنوم أو بالجنون أو السكر أو الإغماء.
- التقاء بشرتي رجل وامرأة: حيث ينتقض الوضوء بمجرد التلامس بين بشرتين، ولا ينتقض إذا كان بغير البشرة مثل الظفر والشعر، ولا بملمس رجلين أو امرأتين.
- مس القبل: ويقصد به ذكر الرجل، وفرج الأنثى سواء من الشخص نفسه أو من غيره.
- القيء والقهقهة: فقد ذكر الحنفية أنهما من نواقض الوضوء.
- غسل الميت: وذلك في مذهب الحنابلة، سواء كان الميت صغير أو كبير ذكر كان أو أنثى.
فضل الوضوء
بعد التطرق إلى كيفية الوضوء سيتم من خلال النقاط التالية التعرف على فضل الوضوء، ومن أبرز تلك الفضائل ما يلي:
- سبب من أصحاب الحصول على رضا الله عز وجل ومحبته: والدليل على ذلك قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)
- سبب من أسباب دخول الجنة: والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم “ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ”.
- سبب لتكفير الذنوب والخطايا: والدليل على ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “مَن تَوَضَّأَ فأحْسَنَ الوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِن جَسَدِهِ، حتَّى تَخْرُجَ مِن تَحْتِ أَظْفَارِهِ”
تبين من خلال ما سبق كيفية الوضوء ولكن يجب أن يتوفر في الشخص شروط الوضوء حتى يقبل وضوء، كما يجب عليه أن يكون على دراية بنواقض الوضوء حتى يقوم بالوضوء مرة أخرى عند انقاض وضوءه وحتى يقبل الله تعالى من العبادة التي يقوم بها.
الأسئلة الشائعة
هل يجوز الوضوء بدون ترتيب؟
لا يصح الوضوء بدون ترتيب، وفي حالة القيام بذلك يجب إعادة الوضوء مرة أخرى.
هل يجوز الوضوء من دون ملابس؟
نعم يجوز للمسلم أن يتوضأ بعد استحمامه أو بعد اغتساله من الجنابة وهو عار وغير مرتدي للملابس، وذلك لأن كشف العورة ليست من نواقض الوضوء.
ماذا تفعل عندما تخطئ في الوضوء؟
إذا أخطأ المسلم في الوضوء وكانت المدة قريبة فعليه أن يعيد العضو الذي أخطا في وما بعده، أما إذا كانت المدة طويلة فعليه أن يعيد الوضوء كله.
المصادر
وسوم
- الوضوء
- كيفية الوضوء
- شروط الوضوء
- وقت الوضوء
- كيفية التأكد من صحة الوضوء
- كيفية استعمال غسول المنطقة الحساسة بعد الوضوء
- كيفية الوضوء
