ما هو السجع
ما هو السجع وأهم الأمثلة عليه من أجل التفريق بينه وبين الجناس مع توضيح أهم أنواعه المختلفة سواءً كانت الطولية أو العرضية، بالإضافة إلى توضيح أهم شروط جمال السجع التي ينبغي عليكم استخدامها بشكل صحيح للحصول على نصوص نثرية بديعة تحقق كل الشروط الخاصة بالسجع المقفي فيها بسهولة، ويستلذ القارئ بسماعها مهما طالت، بالإضافة إلى التعرف على أهم المحسنات البديعية كذلك.
ما هو السجع
في البداية لمن يسألون عن ما هو السجع في اللغة فالإجابة هي السجع عبارة لغة الكلام المقفى، كما أن الكلمة تعني كل من استوى واستقام، ويأتي من الفعل سجع، واصطلاحًا يعني لون من البديع، أو توافق الفاصلتين عند الحرف الأخير، ويكون السجع موطنه الأصلي النثر، وقد يأتي أحياناً في الشعر.
أمثلة على السجع
كذلك لدينا مجموعة أمثلة عن السجع كالتالي:
- مقولة الثعالبي: “الحقد صدأ القلوب، واللجاج سبب الحروب”.
- بالإضافة إلى قوله تعالى: وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ.
- ايضاً في قوله تعالى: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا.
- وفي آية: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا.
- كذلك لدينا مثال آخر وهي وصية أمامة بنت الحارث لابنتها، احملي عني عشر خصال تكن لك ذخرًا وذكرًا، الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، وبذلك نكون قد أوضحنا إجابة سؤالكم ما هو السجع و امثلة عليه؟
أنواع السجع
بعد أن أوضحنا ما هو السجع لنتحدث الآن عن أهم أنواع السجع في البلاغة من نوع العروضي ويكون أربع أنواع على النحو التالي:
النوع الأول السجع المرصع:
ويكون عبارة عن السجع الذي تكون فيه الألفاظ الخاصة بالسجع في فقرتين أو أكثر وتكون متوافقة في الوزن ومثال ذلك قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إيابهم * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}، والسجع بين إيابهم وحِسَابَهُمْ.
والنوع الثاني السجع المتوازن:
وتعني توافق السجع في الكلمة الأخيرة في فقرتين وذلك على الوزن العروضي، من دون أي توافق في القافية وأشهر قوله تعالى: (وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ) والسجع هنا ما بين مَصْفُوفَةٌ ومَبْثُوثَةٌ.
هناك أيضاً السجع المتوازي:
ويكون فيه سجع في فقرتين متوافقتين في الوزن من ناحية عروض وقافية، مثال على ذلك قول الحريري: “وأودى بي النّاطق والصّامت، ورثى لي الحاسد والشّامت”، وهنا يظهر السجع في كلمتين النّاطق والصّامت، والحاسد والشّامت.
كذلك هناك السجع المطرف:
وتتوافق في ذلك النوع الكلمة الأخيرة في فقرتين مع القافية، من دون الحاجة إلى وجود توافق في الوزن العروضي ويظهر في قوله تعالى (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا*وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا) بين وَقَارًا وأَطْوَارًا.
أقسام السجع باعتبار الطول
وكما شرحنا ما هو السجع وأقسامه بشكل عام فلنتحدث عن تقسيم أهل البلاغة السجع الطولي، إلى نحو ثلاثة أنواع وهي:
هناك السجع القصير: ويكون عبارة عن السجع الذي تتميز فقراته بوجود ألفاظ مسجوعة وتكون بعدد قليل، الأمر الذي يجعل طول كل الفقرة قصير نسبياً، كما يعتبر ذلك النوع من السجع الأكثر جودة، لكنها الأصعب، ولكن أطيبها في السمع، حيث تكون كل الألفاظ قصيرة وأكثر رقة، كما أن ذلك النوع مقياس هام من مقاييس الإبداع لدى الكتاب.
وأشهر مثال عليها قول الهمذانيّ الشهير: “أشابٌّ عهدي، أم شاب عهدي.
أيضاً هناك السجع المتوسط: وهنا السجع تحتوي كل فقراته على ألفاظ سجع لكن عددها أكبر من نوع السجع القصير، وينتج عن ذلك أن طول الفقرة متوسط ويظهر السجع في قول القاضي فاضل “وكانت قدرة الله تصرّف العنان بالعيان، عقوبة من الله ليس لصاحب يد بها يدان.
كذلك هناك السجع الطويل: وتتميز فقرات ذلك النوع بأن ألفاظها المسجوعة كبيرة، مما يجعل من طول الفقرة طويل، وأشهر مثال لذلك لدينا قوله تعالى (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ*وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي ۚ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ).
شروط جمال السَجع في اللغة العربية
من ناحية أخرى وبعد أن ذكرنا ما هو السجع وأنواعه لنوضح الآن ما هي الشروط الواجبة لجمال السجع:
- لابد من التأكد من قوة كل الألفاظ المستخدمة والتي تساهم في بقائها الكلمات رنانة في داخل ذهن المتلقي.
- كما يجب أيضاً الاهتمام بالالفاظ بحيث تكون جميلة عند استخدامها بمفردها، وكذلك عند دمجها في داخل تركيب السجع بالشكل المطلوب، مع ضرورة الحرص على عدم تقديم أي ألفاظ سجع على حساب تركيبات الألفاظ.
- ويجب أن يتم إتباع اللفظ بالمعنى، مع تجنب حدوث العكس، وذلك لأن المعنى إذا تتبع اللفظ يصبح مشوهاً.
- مع الحرص على الاعتدال في عدد كلمات الفقرات بحيث يكون هناك تجانس جميل مثل قوله تعالى فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ.
الفرق بين السجع والجناس
كذلك علينا أن نستوضح الفرق بين السجع والجناس خاصة أنها من أهم المصطلحات المستخدمة في علم البلاغة، حيث يرتبط السجع عموماً مع الجناس، وذلك بالرغم من الاختلاف بينهما، ويكون السجع عبارة عن الاتفاق في الحرف الأخير من كل الكلمات، بينما الجناس يعتبر أحد المحسنات البديعية، ويتضمن حدوث توافق في الكلمات من ناحية في اللفظ من ناحية بعض الحروف أو حتى كلها، وذلك بناءً على نوعية الجناس، وبالتالي يكون الفرق ما بين السجع والجناس في أن السجع مركز على تطابق حرف هو الحرف الأخير، بينما في الجناس يشتمل على تشابه كلمتين أو حتى بعض حروفها في النطق.
قيمة السجع في اللغة العربية
أما عن قيمة السجع في اللغة فهي كالتالي:
- يزيد السجع من جمالية اللغة والنصوص عند أستخدمها ببراعة، حيث أنها تخلق تأثير موسيقي وصوتي يجذب إليها القراء.
- ومن ناحية التعبير الفني فإن السجع يتم استخدامه من أجل للتعبير عن كل المشاعر والأفكار بشكل فني وإبداعي.
- بالإضافة إلى التراث الثقافي حيث أن للسجع تاريخ طويل في النثر والشعر العربي، ويمكنكم العثور عليه في العديد من القصائد بالإضافة إلى أن وجود السجع يزيد من نسبة التأثير والتذكر للقصيدة في أذن المستمعين.
- كذلك يساهم السجع في زيادة نسبة التواصل الثقافي ما بين كل الناطقين باللغة العربية.
المحسنات البديعية
أما عن المحسنات البديعية بالتحديد المعنوية فهي تختلف في أنها تعتمد أساساً على كل التأثيرات التي تنعكس على المعنى، كما أنها تتضمن مجموعة من الأنواع، وذلك كالتالي:
الطباق:
أشهر أنواع المحسنات البديعية لدينا هي الطباق وهي تعمل على تحسين تأثير الكلمات معنوياً ولها نوعين الطباق الإيجاب، ويكون عبارة عن الكلمة وعكسها، أما السلب تستخدم الكلمة ومعها نفيها.
المقابلة:
كذلك هناك المقابلة وتكون عبارة عن وجود تضاد بين كلمتين أو حتى أكثر من ذلك، ويتم استخدامها من أجل زيادة توضيح المعانى، والتي تعمل إثارة الذهن مع توكيد الفكرة من خلال ذكر الكلمة وعكسها، وتتكون من عدة عناصر متعددة، حيث يوجد منها نوع ثنائي وثلاثي بالإضافة إلى المقابلة الرباعية والخماسية وكذلك سداسية.
التورية:
كما أن لدينا التورية نوع من أنواع المحسنات المعنوية وهي عبارة عن وجود تشابه في كل المعاني ما بين كلمتين أو حتى جملتين، حيث أن المعنى الأول يكون المتعارف عليه ما بين الناس، لكن في الحقيقة هناك معنى آخر خفي، ويتم تقسم التورية لأنواع منها التورية المجردة، ثم التورية المرشحة، بالإضافة إلى المبينة والمهيئة.
المبالغة:
أيضاً المبالغة من المحسنات البديعية وتتكون من التبليغ وهي عبارة عن وصف الأمر بما يمكنكم تقبلها بالعقل، مع الغلو ويعني وصف أمر مستحيل، وبشكل عام المحسنات البديعية بكل أنواعها تعمل على رفع وعي الطالب وقدراته الإبداعية في اللغة العربية، حيث أن البديع وكذلك السجع من العلوم الهامة في اللغة العربية حيث يضفي عليها جمال من ناحية الصياغة وفي الأسلوب.
الاسئلة الشائعة
والآن بعد أن تعرفنا على ما هو السجع إليكم أهم الأسئلة الشائعة:
كيف أعرف السجع؟
السجع يكون في الحرف الأخير من قطع النثر وقد يأتي في داخل الشعر نادرًا.
ما هو السجع في المحسنات؟
يكون عبارة عن توافق الفاصلتين في فقرتين من قطع النثر البلاغية.
هل السجع مذموم؟
لا السجع في داخل الخطب لا مشكلة فيه في حال كان غير متكلف، ولا يسبب تبرم المتابعين بل يكون سجع خفيف.
بالنهاية نكون قد أوضحنا لكم ما هو السجع وكيفية استخدامه في اللغة العربية وماهي مميزاته في تحسين قطع النثر ووقعها على المستمعين.
المصادر
الوسوم
- ما هو السجع
- أنواع السجع
- السجع في الشعر
- قواعد السجع
- أمثلة على السجع
- فوائد السجع
- استخدامات السجع
- السجع في القرآن
- ما هو السجع في الأدب العربي
- ما هو السجع في الشعر الحديث