يُصيب الورم الليفي الرحمي النساء في جميع الأعمار، وليس فقط النساء الأكبر سنًا، لذلك فلا عجب أن تشتكي فتاة تبلغ من العمر 26 عامًا من أورام الرحم الليفية، حيث تحدث الأورام الليفية الرحمية في جميع الأعمار وتختلف في الحجم، والسؤال هنا متى يكون حجم الورم الليفي خطير؟، وما هى أسبابه ومضاعفاته؟، هذا ما سنتناوله خلال الفقرات التالية.
ما هو الورم الليفي بالرحم؟
الورم الليفي الرحمي هي من الأورام الحميدة غير سرطانية، هو نوع من الأمراض التي تصيب عادة النساء في سن الإنجاب، ولا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرحم، ولا يتطور إلى سرطان، ومع ذلك، هناك مجموعة من الأعراض التي قد تظهر، وتختلف هذه الأعراض حسب موقع وحجم وعدد الأورام الليفية، وتشمل تلك الأعراض ما يلي:
- نزيف الدورة الشهرية الغزيرة.
- تستمر الدورة الشهرية أكثر من أسبوع.
- ضغط أو ألم في الحوض بسبب ضغط الورم.
- ألم في البطن وأسفل الظهر.
- الرغبة المتكررة في التبول والإحساس بالمغص.
- الشعور بالألم أو عدم الراحة أثناء الجماع.
في حالة حدوث هذه الأعراض، يجب على المريضة استشارة أخصائي على الفور لمعرفة كيفية علاج الورم الليفي الرحمي والعلاجات المناسبة لحالتها الخاصة.
متى يكون الورم الليفي خطير؟
بعد أن تعرفنا على الورم الليفي يجب أن نعلم متى يكون حجم الورم الليفي خطير، حيث أنه من الضروري أن تعرف النساء المصابات بالأورام الليفية الرحمية الإجابة على هذا التساؤل والفرق بينه وبين الحجم الطبيعي حتى لا يخلطن بينه وبين الورم السرطاني، ويمكن تصنيف الحجم الطبيعي للأورام الليفية الرحمية إلى الأنواع التالية:
- ورم ليفي صغير، وهو الحجم الطبيعي للأورام الليفية الصغيرة هو من 1 إلى 5 سم، وهو بحجم حبة البازلاء تقريبًا.
- ورم ليفي متوسط، ويصل حجمه إلى 5-10 سم، أي بحجم ليمونة كبيرة.
- ورم ليفي كبير، لا داعي للقلق إذا كان الورم الليفي كبيراً، حيث يمكن أن يتجاوز الحجم الطبيعي للورم الليفي 10 سم، وهو حجم ثمرة المانجو.
متى يكون حجم الورم الليفي خطير ويتطور إلى سرطان؟
الإجابة على سؤال متى يكون حجم الورم الليفي خطير للدرجة التي تحوله إلى سرطان هي أنه ببساطة لا تتطور الأورام الليفية الرحمية إلى سرطان، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن الأورام الليفية هي أورام حميدة في الأصل، ومع ذلك، في نسبة صغيرة جدًا من الأشخاص (حوالي 1 من كل 1000 شخص)، يمكن أن تتطور الأورام الليفية إلى سرطان، كما يعتقد العلماء أن سرطان الأورام الليفية الرحمية لا ينجم عن أورام ليفية رحمية حميدة في الرحم تتحول إلى سرطان، بل إن السرطان موجود منذ البداية، ووجود ورم ليفي حميد لا يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان الليفي، كما أنه لا يزيد من نسبة الإصابة بأنواع أخرى من سرطان الرحم.
أسباب الورم الليفي في الرحم؟
على الرغم من عدم وجود سبب واضح للأورام الليفية الرحمية، فمن المحتمل أن تكون العوامل التالية هي المسببة لها:
- العوامل الوراثية والجينية: الاضطرابات الهرمونية والدورة الشهرية، وخاصة هرمون الاستروجين والبروجستيرون.
- زيادة الوزن (السمنة): اتباع نظام غذائي غني باللحوم الحمراء وقليل من الخضار والفواكه ومنتجات الألبان.
- العمر: عادة ما تتأثر النساء في الثلاثينيات إلى الأربعينيات من عمرهن (سن الإنجاب)، ولكن غالبًا ما تبدأ الأورام الليفية الرحمية في الانكماش أثناء انقطاع الطمث.
- طفرة جينية: يتم تشخيص العديد من حالات الأورام الليفية الرحمية عن طريق الطفرات الجينية، خاصة في المناطق المخصصة لتحويل الخلايا في الرحم إلى خلايا عضلية.
- الهرمونات: هرمون الاستروجين والبروجستيرون هما هرمونان يشاركان في تحضير الرحم للحمل وتطوير بطانة الرحم، ونظرًا لأن النساء المصابات لديهن نسب أعلى بكثير من هرمون الاستروجين ومستقبلات هرمون الاستروجين، فقد تم العثور على صلة بين تطور الأورام الليفية الرحمية وهذه الهرمونات مقارنة بالنساء ذوات أنسجة الرحم السليمة.
- تاريخ العائلة: قد وجد أن النساء الآتية من عائلات مصابة بهذا المرض أكثر عرضة للإصابة بالورم العضلي.
- الأصل العرقي: تبين أن النساء السود أكثر عرضة للإصابة بالمرض من النساء الأخريات، حيث وجد أن الأورام الليفية لدى هؤلاء النساء أكبر حجمًا وتتطور في سن أصغر.
- السمنة المفرطة: على الرغم من أن العلاقة غير واضحة بين السمنة المفرطة والورم العضلي، فقد أظهرت العديد من الدراسات أن السمنة المفرطة يمكن أن تزيد احتمالية الإصابة بالورم الليفي في الرحم.
مضاعفات الورم الليفي في الرحم
بشكل عام، الأورام العضلية في الرحم ليست خطيرة ولا تؤدي إلى مضاعفات، ولكنها يمكن أن تسبب عدم الراحة ويمكن أن تكون الأعراض على النحو التالي:
- فقر الدم: عندما يسبب نزيفاً حاداً.
- يقلل من فرص الحمل: حيث يمنع الحيوانات المنوية من الدخول إلى قناة فالوب من عنق الرحم، وبالتالي يقلل من فرص الحمل.
- الولادة المبكرة: الأورام العضلية الكبيرة والمتعددة يمكن أن تجعل وضع الجنين في الرحم غير طبيعي، مما يؤدي إلى الولادة المبكرة.
- تشويه شكل الرحم: من الممكن أن يزداد حجم الرحم بشكل كبير حتى يصل إلى الحجاب الحاجز.
تشخيص الورم الليفي الرحمي
حجم الورم صغير جدًا لدرجة أنه لا يمكن رؤيته إلا بواسطة المجهر، في معظم الحالات، يتم اكتشاف وجود الأورام الليفية الرحمية عن طريق الصدفة، عندما يلاحظ الطبيب وجود خلل في شكل الرحم، وإذا كان هناك الحاجة إلى تأكيد التشخيص لمعرفة متى يكون الورم الليفي خطير، يمكن القيام بما يلي:
- الفحص بالموجات فوق الصوتية عبر جدار البطن أو المهبل، ومع ذلك، إذا لم يُكتشف الورم بشكل واضح، يتم إجراء اختبارات أكثر تعقيدًا مثل:
- تصوير الرحم بالأشعة.
- تنظير الرحم.
- التصوير المقطعي المحوسب للرحم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي للرحم.
- يمكن أن تساعد الأعراض المختلفة في اكتشاف موقع الأورام الليفية الرحمية، مثل:
- تسبب الأورام الليفية الموجودة داخل تجويف الرحم نزيف الحيض الشديد الذي يستمر لفترة طويلة.
- الأورام الليفية الموجودة خارج تجويف الرحم تسبب ظواهر أخرى نتيجة للضغط الذي تمارسه الأورام الليفية على الأعضاء الموجودة في تجويف البطن بالقرب من الرحم.
علاج الورم الليفي الرحمي
عند الإجابة على سؤال متى يكون حجم الورم الليفي خطير تصبح آلية العلاج واضحة، ففي معظم الحالات، لا تكون هناك حاجة للعلاج، فقط مراقبة الورم والسيطرة عليه، ومع ذلك، إذا كان العلاج مطلوبًا، يتم علاج الورم الليفي الرحمي بالأدوية أو الجراحة، حيث لا يوجد علاج أفضل من غيره، ولكن لا بد من تقديم العلاج الأمثل والأنسب لكل حالة، وتشمل العلاجات ما يلي:
العلاج الدوائي
يمكنك استخدامه كما يلي:
- دواء ليوبرورلين (leuprolide): يقلل من حجم الورم.
- استخدام اللولب الرحمي (Intrauterine device) الذي تحتوي على البروجستين.
- استخدام هرمون الأنْدرُوجين (Androgen) الذي يقلل بشكل كبير من التأثيرات المرتبطة بالورم الليفي الرحمي.
العلاج الجراحي
في الحالات غير العادية والمعقدة للغاية، يمكن إجراء استئصال الرحم بالكامل، ومع ذلك، في المراحل المبكرة من المرض، يمكن إجراء استئصال الورم العضلي باستخدام عدة طرق، بما في ذلك:
- تنظير الرحم: تتم هذه العملية عن طريق إدخال جهاز عبر عنق الرحم، وهي طريقة جيدة لإزالة الأورام داخل تجويف الرحم.
- جراحة تنظير البطن: يتم هذا الإجراء الجراحي من خلال عدة فتحات صغيرة في جدار البطن، وهو مناسب لإزالة الأورام الموجودة خارج الرحم.
- جراحة البطن: ويتم ذلك عن طريق فتح البطن واستئصال الأورام العضلية، حيث إن هذه الجراحة مناسبة لإزالة الأورام الكثيرة والكبيرة.
الوقاية من الورم الليفي الرحمي
حتى الآن، لم يتم تحديد وسائل قوية وفعالة للوقاية من هذا المرض، ولكن هناك بعض النصائح والأنظمة الغذائية والعلاجات البديلة المفيدة، لكن فعاليتها لم تثبت بعد، كما أظهرت العديد من الدراسات أن تناول حبوب منع الحمل والحمل والولادة في حد ذاتها هي عوامل وقائية تحمي من الإصابة بتلك الأورام وتقلل منها.
الأسئلة الشائعة
فيما يلي الإجابات عن بعض الأسئلة الشائعة التي تخص موضوع متى يكون حجم الورم الليفي خطير، وبهذا نكون قد وافيناكم بجميع النقاط الهامة حوله.
متى يتم استئصال الرحم بسبب الورم الليفي؟
عندما يؤدي الورم الليفي إلى حدوث العقم يتم استئصال الرحم، حيث أنه من الواجب أن يتم استئصال الورم العضلي كي يتم نزع الورم الليفي.
هل من الضروري إزالة الورم الليفي؟
ليس من الضروري إزالة الورم الليفي إذا ما كان لا يسبب الألم الشديد لها، وفي هذه الحالة تحتاج المرأة إلى المتابعة والعلاج الدوائي.
على ماذا يتغذى الورم الليفي؟
يتغذى الورم الليفي على الدم والكولاجين.
في النهاية، هكذا قد تعرفنا على متى يكون حجم الورم الليفي خطير وأسبابه طرق تشخيصه بالإضافة إلى علاجه، ومع ذلك، لكي تُشخّص الحالة وتُعالج بأفضل طريقة ممكنة، عليك اختيار طبيب كفء يتمتع بخبرة واسعة في هذا التخصص.
المصادر
الوسوم
- حجم الورم الليفي الرحمي
- خطورة الاورام الليفية الرحمية
- أعراض الأورام الليفية
- متى تستدعي الأورام الليفية مراجعة الطبيب
- علاج الأورام الليفية الرحمية
- متى يكون حجم الورم الليفي خطير