الفرق بين البهاق والفطريات بالصور

مما سبق نستنتج أن اللون الأبيض الظاهر على الجلد ليس من المشترَط أن يدلَّ على معاناة الشخص من البهاق.. وأن الفرق بين البهاق والفطريات بالصور ليس سهلاً.. ولكن أن الاختلافَ بين المرضين في التكوين الأساسي كبير؛ حيث:

ينشأ مرض البهاق في الأساس من خلل بالجهاز المناعي للجسم، والذي تقوم فيه الخلايا المناعية بمهاجَمة خلايا الجسم الطبيعية التي تكون مسؤولة عن إفراز الصبغة التي تُكسِبُ الجلدَ لونَه الطبيعي.. ما يؤدي بدوره إلى ظهور بعض المناطق الجلدية بمظهر فاتح عن بقية الجلد، إلى جانب ظهور شَعر المناطق نفسها بلون فاتح أيضًا.

من الصعب تحديدُ سبب واضح لهذا التصرف المناعي، ولكن من المعتقَد أن تساهمَ به بعضُ العوامل الوراثية، وكذلك أمراض الجهاز المناعي.

بالنسبة للفطريات التي تشبه البهاق، فإنها تنشأ في الأساس من عدوى تحدث على سطح الجلد؛ نتيجةً لنمو خلايا الخميرة على المنطقة المصابة.. وفي أغلب الأحيان، تبدأ المشكلة في الظهور على الكتفين ومنطقتي الظهر وأعلى الصدر.. وذلك لا ينفي إمكانية انتقالها بسهولة إلى مناطق أخرى كالذراعين والوجه.. وتكون بلون شاحب.

عملية نمو خلايا الخميرة من الممكن أن تساهمَ في حدوثها العديدُ من العوامل، والتي من أهمها: الطقس الحار والرطب، بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية، إلى جانب خلل الجهاز المناعي.

من الصورة السابقة يتضح لنا الشكل المبسط لفطريات الجلد البيضاء والتي يتم تسميتها بـ”التينيا”.. ويتم الاعتماد في علاج هذه الفطريات على استخدام بعض الأدوية المضادة لها، سواء كانت بوصفة طبية أو بدونها.. وفي الحالتين تكون الأدوية فعالة للغاية في القضاء على هذه الفطريات وانتهاء أعراضها.

بالنسبة للبهاق، فإنها لا يوجد علاج نهائي له؛ نظرًا لكونه ذا سبب مناعي.. ولكن ذلك لا ينفي وجود أكثر من آلية يتم العمل بها لعلاجها قدر المستطاع، وفيما يأتي نذكر أشهر هذه الآليات.

1.تقنية الكاموفلاچ

مصطلح (كاموفلاچ) هو مصطلح معروف في مجالات كثيرة، ويتم تسميته هكذا بغرض توضيح الهدف منه، ألا وهو إخفاء شيء مختلف بوضوح.. وتعتمد هذه التقنية على محاوَلة استعادة اللون الطبيعي للجلد، ولا يتم اللجوء إليها إلا في الحالات من الدرجة المتوسطة.

2.الكورتيزون

استخدامه هو الآخر يستهدف محاوَلة استعادة اللون الطبيعي للجلد، ولكن يقتصر استخدامه هنا على المشكلة في مراحلها الأولى.. ويمكن أن يتناولَهُ المريضُ إما بصورة موضعية أو من خلال الفم.

3.الأدوية المثبِّطة للمناعة

نظرًا لكون البهاق ذا سبب مناعي ناتج عن مهاجَمة الخلايا المناعية لتلك الخلايا المسؤولة عن إنتاج صبغة تلوين الجلد، فيمكن العمل على تقليل حدته من خلال استخدام بعض الأدوية التي يكون لها مفعول مثبِّط لعمل الخلايا المناعية.. ويقتصر استخدام هذه الأدوية هي الأخرى عندما تكون المشكلة في مراحلها الأولى.

4.العلاج الضوئي

يمكن اعتبار العلاج الضوئي ذا مفعول أقوى من الآليات العلاجية المذكورة بالأعلى.. وتعتمد فكرته الرئيسية على استخدام حزمة من الأشعة فوق البنفسجية التي يتم توجيهها للخلايا المصابة بهدف تثبيط عملية تطور البهاق الذي يكون في حالة نشطة.

5.التدخل الجراحي

لا يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي في علاج مشكلة البهاق إلا في حالة البقع الصغيرة.. شريطة أن يكون المرضُ قد وصل إلى مرحلة الاستقرار.

هنا يقوم الطبيب باستخلاص جزء صغير من الجلد في منطقة معينة بالجسم تكون سليمة، ثم يتم وضع هذا الجزء داخل سائل معينة.. وبعد ذلك، يتم استخدام الجزء للحقن داخل المنطقة المصابة بالبهاق.