أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي
يعاني بعض الأطفال من مشكلة التأتأة المفاجئة، وقد يواجه الأهل صعوبة في فهم أسباب التأتأة وطرق علاجها لذلك، سنتطرق في هذا المقال إلى أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي والاعراض والعلاجات المتاحة.
أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي
رغم عدم معرفة العلماء والأطباء أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي بدقة حتى الآن، إلا أن ظهورها قد يكون بسبب إحدى الأسباب التالية:
1- التعرض لصدمة نفسية
من أهم أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي، التعرض لصدمة نفسية، خاصة إذا كانت شديدة، حيث تؤثر على نطق الكلمات وتكوين الجمل، وفي هذه الحالة، ينصح بتقديم الدعم النفسي للأطفال لرفع معنوياتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
2- التاريخ الوراثي للعائلة
من أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي التاريخ الوراثي للعائلة، لأن وجود أحد من العائلة سواء من طرف الأم أو الأب يعاني من التلعثم يزيد من احتمالية إصابة الطفل به، لذلك يجب على الوالدين الإسراع في عرض الطفل على أخصائي النطق إذا لاحظوا أي علامات تأتأة مفاجئة عند الطفل.
3- التعرض لإصابة في الدماغ
قد تؤدي السكتة الدماغية أو أي اضطراب مفاجئ في الدماغ إلى تباطؤ الكلام أو التعلثم، وقد يتسبب أيضًا في فقدان قدرة الطفل على النطق، ويمكن أن تكون هذه الحالة مؤقتًا أو دائمًا حسب ظروف الحالة واستجابة العلاج.
4- مشاكل في اللسان والفم
هناك العديد من المشاكل التي تصيب اللسان والفم، مثل مشكلة ارتخاء اللسان، والتي قد تتسبب في اضطرابات النطق، وبالتالي تعتبر من أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي، وفي هذه الحالة، يجب تشخيص الطفل من قبل طبيب مختص وعلاجه، مع التركيز على إعادة تأهيله النفسي.
5- مشاكل عصبية
قد تكون أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي ناتجة عن مشاكل عصبية، حيث تؤثر على نطق الطفل وكلامه، ويرجع ذلك إلى وجود تأخر أو خطأ في الرسالة التي يرسلها دماغ الطفل إلى عضلات فمه.
تحدث هذه المشكلة غالباً في عمر من سنتين إلى خمس سنوات، لذلك ينبغي إجراء الفحوصات والأشاعات اللازمة لمعرفة سبب التلعثم عند الطفل.
6- مشاكل مرتبطة بتأخر النمو عند الطفل
تعتبرالمشاكل مرتبطة بتأخر النمو من أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي، مثل تأخر النمو اللغوي، والذي ينتج عنه عدم اكتمال التطور المهاري للكلام، ولكن تعتبر هذه حالة مؤقتة.
أسباب اخري من أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي:
- الجنس، حيث تزداد احتمالية تعرض الذكور للتأتأة بعد الكلام السوي أكثر من الاناث.
- عدم التفاعل الكافي والحديث مع الطفل في صغره.
- تدليل الوالدين للطفل بشكل مبالغ فيه.
- رغبة الطفل في أن يجذب الانتباه نحوه.
- الأورام.
- العنف الأسري، مثل شجارالوالدين أمام الطفل، ونتيجة لذلك قد يعاني الطفل من الخوف الشديد ورغبة في تجنب التواصل مع الآخرين أو المواجهة.
- أمراض مثل باركنسون أو التهاب السحايا.
أعراض التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي
يعاني الطفل المتلعثم من أعراض واضحة، مثل:
- صعوبة في نطق الكلمات والجمل بشكل صحيح.
- نطق الكلمات بشكل متقطع مع صمت قصير بين بعض الكلمات.
- تكرار الكلمات والأصوات.
- زيادة طول الكلمات والأصوات بشكل ملحوظ.
- استخدام كلمات مؤقتة مثل “امم” لملء الفراغ أثناء التفكير في الكلمة التالية.
- حركات سريعة أو غير طبيعية للعين أثناء الكلام.
علاج التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي
معظم حالات التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي تُشفى بسرعة ولا تستمر، ولكن أيضا بعض الحالات القليلة قد تكون مزمنة وتحتاج إلى متابعة وعلاج.
تشمل طرق علاج التأتأة المفاجئة عند الأطفال ما يلي:
1- العلاج السلوكي المعرفي
العلاج السلوكي المعرفي يسهم في التغلب على مشكلات النفسية للطفل، مثل التوتر والقلق وفقدان الثقة في النفس، كما يسهم في تحسين قدرته على التواصل وبالتالي تعزيز ثقته بنفسه.
2- علاج النطق
يساعد علاج النطق في تعليم الطفل التعبيرعن نفسه بوضوح وسلاسة، من خلال تعليمه مهارات مثل التنفس الصحيح أثناء الكلام، والتحكم في سرعة الكلام، وملاحظة التأتأة، وبذلك يصبح نطق الطفل أكثر وضوحًا وطلاقة في فترة قصيرة.
3- الاستعانة بالتقنيات حديثة
يمكن الاستعانة بالتمارين المنزلية، والتطبيقات التعليمية، والأجهزة الإلكترونية المخصصة لمساعدة الأطفال على تعلم النطق الصحيح والتغلب على صعوبات التحدث.
لا يوجد علاج نهائي للتأتأة عند الأطفال، لكن العلاجات السابقة يمكنها أن تساعد في تحسين النطق وتخفيف الأعراض.
نصائح للتعامل مع التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي
- يجب التحدث للطفل بصوت هادئ وبطيء، مع إبقاء تعبير لطيف ومريح على الوجه أثناء الحديث.
- يجب تكرار الجملة فور انتهاء الطفل منها، للتأكد من فهمها وتمكينه من سماعها بطلاقة.
- من المهم تخصيص وقت كل يوم للتحدث مع الطفل بأسلوب ممتع يشعره بالراحة والأمان.
- يمكن للطفل ممارسة بعض النشاطات التي لا تتطلب محادثة، مثل الرسم أو القراءة أو اللعب في الهواء الطلق.
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه والتعامل مع المشاعر المرتبطة بالتأتأة مثل الخوف والتوتر.
- الحفاظ على التواصل البصري مع الطفل عند تعثره في التحدث، والانتظار بصبر حتى ينتهي من جملته دون مقاطعة أو تقديم كلمات أو إكمال جملته بدلاً منه، وأيضا تجنب إظهار علامات الصبر أو الإحباط.
- يجب تجنب إعطاء الطفل نصائح مباشرة حول كيفية التصرف، لأن ذلك قد يشعره بالضغط ويعيق قدرته على التعبيرعن نفسه بشكل طبيعي.
- من المهم تشجيع الطفل على التحدث بحرية دون التركيز على أخطاء الحديث بشكل كبير.
في نهاية المقال، نؤكد على أهمية مساعدة الطفل على تقبل حالته وشعوره بالثقة بالنفس، كما يجب على الوالدين والمحيطين بالطفل التحلي بالصبر والتفهم وأن يتعاملوا مع الطفل بشكل طبيعي حتي يتم شفائه.
الأسئلة الشائعة
متي تختفي التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي؟
في أغلب الأحيان، تختفي التأتأة عند الأطفال بشكل طبيعي مع تقدمهم في العمر، خاصة بين عمر خمسة إلى ستة سنوات، وإذا استمرت التأتأة بعد عمر ستة سنوات، فهذا يشير إلى احتمالية كونها حالة طويلة المدى.
ما هي العوامل التي قد تزيد من التأتأة عند الاطفال؟
لا يوجد سبب محدد لزيادة التأتأة، لكن بعض العوامل قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة، وتشمل:
- قلة التواصل مع الطفل: عدم التحدث مع الطفل والتواصل معه بشكل كافي.
- الخوف من الكلام: قد يخشى الطفل التحدث خوفا من التلعثم.
- مواقف التوتر والضغط: قد تزيد تعرض الطفل لمواقف التوتر والضغط من تلعثمه.
- عدم عرض الطفل على اختصاصي نطق وتخاطب: عدم الحصول على المساعدة والدعم من مختص قد يؤخر علاج التأتأة ويفاقم المشكلة.
- الشعور بالاختلاف: شعور الطفل أنه مختلف عن الآخرين، خاصة إذا تعرض للانتقاد من أحد أفراد الأسرة أو الأقارب، يمكن أن يؤثرذلك على ثقته بنفسه ويعيق قدرته على التعبير عن نفسه.
- السخرية والتنمر: قد تسبب السخرية والتنمر شعورًا بالضغط والتوتر لدى الطفل، مما قد يُفاقم التأتأة.
المصادر
الوسوم
- تلعثم الأطفال بعد الكلام السوي
- أسباب التأتأة عند الأطفال
- علاج تلعثم الكلام عند الأطفال
- متى يكون تلعثم الطفل مقلقا؟
- مساعدة الطفل المتلعثم
- أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي