الحمى المالطية مرض يستحق الدراسة والاهتمام، حيث يثير الفضول ويتطلب البحث الدقيق، وفي هذا المقال سنناقش هذا المرض، من حيث مفهومه الطبي، وأعراضه، وأسبابه، وطرق الوقاية منه، وطرق علاجه. دعونا نستكشف سويًا هذا الموضوع المهم ونفهم تأثيراته على الصحة العامة.
الحمى المالطية
الحمى المالطية مرض بكتيري معد يمكن أن ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، حيث تحدث نقل بكتيريا البروسيلا المسببة للمرض من الحيوانات المصابة إلى الإنسان عبر منتجات الألبان غير المبسترة كالحليب والجبن، ويمكن لهذه البكتيريا التي تسبب الحمى المالطية الانتقال سواء عن طريق الهواء أو عبر التلامس المباشر مع الحيوانات المصابة.
وإليكم أهم أعراض الحمى المالطية التي يجب الانتباه إليها.
أعراض الحمى المالطية
تظهر أعراض الحمى المالطية بعد فترة زمنية تتراوح بين أيام إلى أشهر من الإصابة، ويمكن أن تشبه هذه الأعراض في البداية أعراض البرد والإنفلونزا، مما قد يؤدي إلى صعوبة تشخيص المرض في هذه المرحلة.
تتمثل أهم أعراض الحمى المالطية في ما يلي:
- الشعور بالضعف الجسدي بشكل عام.
- اوجاع في المفاصل والعضلات.
- ارتفاع درجة الحرارة مع الشعور بالرعشة.
- الشعور بالصداع.
- التعرق ليلاً بشكل مكثف.
- السعال.
- فقدان الشهية.
- الشعور بألم في البطن.
يمكن أن تستمر بعض علامات وأعراض الحمى المالطية لفترات طويلة، ومن هذه الأعراض:
- فقدان الشهية المستمر وانخفاض الوزن.
- الإحساس بالإرهاق المستمر.
- حدوث التهاب وألم في المفاصل بشكل متكرر.
- ارتفاع درجة الحرارة بشكل متكرر دون سبب واضح
- الاكتئاب الشديد
- التهاب بطانة القلب، والمعروف أيضًا باسم التهاب التامور
- ظهور أعراض عصبية غير شائعة.
- ظهور انتفاخ وتضخم في الكبد أو الطحال.
تختلف الأعراض التي تظهر على الأشخاص المصابين بالحمى المالطية حسب عوامل عدة، من أهمها العامل المسبب للمرض، وإليكم أهم هذه العوامل.
العوامل المسببة لمرض الحمى المالطية
يمكن أن يتم نقل داء البروسيلات إلى الإنسان من خلال التعامل مع الخراف أو الأبقار أو الماعز المصابة، حيث يمكن أن تطلق هذه الحيوانات الجرثومة عندما تفرز الحليب أو أثناء الولادة.
الإصابة بداء البروسيلات قد تحدث أيضًا عند تناول الأعضاء الداخلية لهذه الحيوانات دون طهيها بشكل جيد.
تشمل العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالحمى المالطية ما يلي:
- شرب الحليب غير المبستر أو غير المغلي أو تناول منتجات الألبان غير المبسترة.
- التواجد في منطقة ينتشر فيها المرض.
- العمل في مجال الزراعة.
إذا كنت مصابًا بالحمى المالطية، فمن المهم أن تتلقى العلاج المناسب حتى تتمكن من الشفاء من المرض.
علاج الحمى المالطية
يعتمد علاج داء البروسيلات على المضادات الحيوية، والتي تشمل أهمها ما يلي:
- دوكسيسيكلين.
- سلفاميثوكسازول / تريميثوبريم.
- تتراسيكلين.
- ستربتومايسين.
- سيبروفلوكساسين.
- ريفامبين.
لضمان عدم عودة المرض، يجب تناول المضادات الحيوية لعدة أسابيع، حيث يصل معدل الانتكاس إلى حوالي 5-15٪، ويحدث عادة خلال الستة أشهر الأولى بعد العلاج.
هناك عدة مضاعفات صحية يمكن أن تنتج عن الحمى المالطية، وسنتعرف الآن على أهم هذه المضاعفات.
المضاعفات الصحية المرتبطة بالحمى المالطية
يمكن أن يتطور مرض الحمى المالطية إلى حالات أكثر خطورة لدى المصاب مثل:
- آفات تظهر على المفاصل والعظام.
- كيس صديدي في الكبد.
- التهاب الغشاء السحائي.
- التهابات الجهاز العصبي المركزي.
- التهاب غشاء القلب.
- تورم الخلايا والأنسجة الدماغية.
هناك عدة إجراءات وقائية يمكن اتخاذها لتجنب الإصابة بالحمى المالطية، وسنتعرف الآن على أهم هذه الإجراءات.
الإجراءات الوقائية من الحمى المالطية
- غلي الحليب أو بسترته قبل تناوله.
- تجنب أكل منتجات الألبان غير المبسترة أو الخام أو مجهولة المصدر.
- ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والحرص على الممارسات السليمة عند التعامل مع الحيوانات وأنسجتها مثل ارتداء القفازات الطويلة والملابس الواقية ووضع الكمامات.
- تجنب التعرض لنواتج وإفرازات الإجهاض أو الولادة الناتجة من الحيوانات والتخلص منها بالطرق الصحيحة وذلك بوضعها في أكياس ورميها في الأماكن المخصصة لذلك.
- تجنب أكل اللحوم النيئة أو شبه النيئة والحرص على طهي اللحوم جيداً.
- يجب وضع الضماد على الجروح لضمان عدم تلوثها.
متى يجب زيارة الطبيب؟
في حالة ظهور أي من أعراض الحمى المالطية، مثل ارتفاع سريع في درجة الحرارة وحمى مستمرة وآلام في العضلات وضعف غير عادي، يجب عليك استشارة الطبيب على الفور، خاصة إذا كنت من الفئات المعرضة للمرض.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن أن ينتقل مرض الحمى المالطية من إنسان إلى إنسان؟
انتقال العدوى الحمى المالطية من إنسان إلى إنسان يعتبر نادرًا جدا، ويحدث عادة في حالات نادرة جدا من نقل الدم أو الأعضاء من شخص مصاب إلى شخص سليم.
هل هناك لقاح متاح حاليا لعلاج الحمى المالطية؟
لا.
تم تطوير لقاح ضد الحمى المالطية للحيوانات، ولكن لم يتم اعتماده بعد للاستخدام البشري، كما أن لقاح الحيوانات يمكن أن يسبب أثارا جانبية خطيرة للإنسان، لذلك يجب على الأشخاص المعرضين للإصابة بالحمى المالطية اتباع إرشادات الوقاية، واستشارة الطبيب عند ظهور الأعراض.
ما هي مدة حضانة الحمى المالطية؟
تختلف فترة حضانة الحمى المالطية من شخص لآخر، ولكن يمكن أن تتراوح من أسبوع إلى شهرين، وعادة ما تكون من 2 إلى 4 أسابيع.
هل يمكن للأشخاص الذين يعملون في مجالات محددة أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة بحمى المالطية؟
نعم.
يعد العاملون في قطاع الثروة الحيوانية، مثل المزارعين والصيادين والجزارين والأطباء البيطريين وكوادر العاملين في المختبرات، أكثر عرضة للإصابة بالحمى المالطية، وذلك بسبب تعرضهم المباشر للحيوانات المصابة.
ما هي مسميات مرض الحمى المالطية؟
يعرف مرض الحمى المالطية بعدة أسماء أخرى، منها:
- البروسيلا
- داء البروسيلات
- مرض بانغ
- حمى الماعز
- حمى قبرص
- حمى جبل طارق
هل هناك أي أعراض مميزة للحمى المالطية لدى الأطفال؟
تظهر على الأطفال المصابين بالحمى المالطية مجموعة من الأعراض المختلفة، مثل الصعوبة في المشي وارتفاع درجة الحرارة لأكثر من خمسة أيام، وآلام في أسفل الظهر والمفاصل، وقد تستمر هذه الأعراض لفترة طويلة.
ما هو الوقت الذي يستغرقه طهي اللحم؟
يفضل طهي اللحوم لمدة نصف ساعة عند درجة حرارة 63 درجة.
في الختام، نود التأكيد على أن الحمى المالطية مرض يحتاج إلى عناية طبية فورية سريعة لتفادي المضاعفات الخطيرة، وفي هذا المقال سلطنا الضوء على أهم الأعراض الممكن أن تظهر واكتشفنا أسباب المرض المحتملة، وأيضًا قدمنا توجيهات وإجراءات وقائية فعالة للحد من انتشار المرض وحماية الأفراد من الإصابة.