بلاد بحرف السين

شبه جزيرة سيناء التي تلقب بأرض الفيروز، وهي شبه جزيرة ذات مناخ صحراوي، وهي مثلثة الشكل، وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من جمهورية مصر العربية، في غرب آسيا، والجدير بالذكر إنها المنطقة الوحيدة في مصر التي تعتبر جزءًا جغرافيًا من قارة آسيا، كما تبلغ مساحتها حوالي 60,088 كيلومتر مربع، مما يعادل 6% من إجمالي مساحة مصر، ويحدها البحر الأبيض المتوسط ​​من الشمال، وخليج السويس وقناة السويس من الغرب، وفلسطين التاريخية (قطاع غزة وإسرائيل) وخليج العقبة من الشرق، والبحر الأحمر من الجنوب، بالإضافة إلى أنها تعتبر جسراً يربط بين قارتي أفريقيا وآسيا، وبحسب إحصائيات عام 2013، يبلغ عدد سكان شبه جزيرة سيناء حوالي 1.4 مليون نسمة.

تنقسم شبه جزيرة سيناء إدارياً إلى محافظة شمال سيناء، جنوب سيناء، مدينة بورفؤاد التابعة محافظة بورسعيد، مركز ومدينة القنطرة شرق التابع لمحافظة الإسماعيليّة، وحي الجناين التابع لمحافظة السويس.

يوجد بها العديد من الأماكن السياحية المميزة،  ومنها المنتجعات السياحية والمحميات الطبيعية والمزارات الدينية، خاصة شرم الشيخ، دهب، رأس سدر، طابا، نويبع، محمية رأس محمد الطبيعية، محمية نبق الطبيعية، محمية طابا الطبيعية، دير سانت كاترين، حمام موسى، حمام فرعون، وجبل موسى الجبل الذي كلم النبي موسى ربه وتلفى الوصايا العشر بحسب الديانة الإبراهيمية.

كلمة “سيناء” لا يوجد لها أصل واضح،  حيث ويقول البعض أنها تعني “الحجر” بسبب الجبال الكثيرة في سيناء، ويقول آخرون إنها كانت تسمى في الهيروغليفية القديمة “توشريت” وتعني الأرض القاحلة والجرداء، كما يُطلق عليها في التوراة “حوريب” والتي تعني “الخراب”، إلا أن اسم سيناء المتفق عليه أطلق على جنوب سيناء، وتظهر آثار سيناء القديمة وجود طريق عسكري قديم وهو طريق حورس، حيث إن هذا الطريق كان يمتد من الفارما إلى العريش، ويقع حاليا في منطقة قطية.

وكانت أرض سيناء مسرحًا للعديد من الأحداث التاريخية، بما في ذلك الحملة الصليبية الأولى، وكذلك افتتاح قناة السويس عام 1869، وأيضًا شهدت شبه جزيرة سيناء فترات طويلة من الصراع العربي الإسرائيلي، وأهمها العدوان الثلاثي في عام 1956، وحرب يونيو عام 1967، وحرب أكتوبر 1973.

واسم سيناء الذي يطلق على الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة مشتق من اسم سين، إله القمر حسب المعتقدات البابلية القديمة، والذي انتشرت عبادته في جميع أنحاء غرب آسيا، بما في ذلك فلسطين.

 ثم وفقوا بينه وبين الإله “تحوت” إله القمر المصري الذي كان ذا شأن كبير في سيناء، وانتشرت عبادته هناك، وتكشف نقوش وكهوف سرابيط الخادم أن سيناء لم يكن لها اسم خاص.

وفي المصادر المصرية الأخرى في عصر الدولة الحديثة، يُشار إلى سيناء باسم “«خاست مفكات”، وأحيانًا باسم “دومفكات”، أي مُدرجات الفيروز.