الشلل الدماغي هو مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على الجهاز العصبي وتؤدي إلى تغير في وظائف الخلايا الدماغية، مما يتسبب في ضعف وصعوبة في أداء وظائف الدماغ، بما في ذلك الحركة والإحساس والتعلم والتواصل.
سنناقش الآن أنواع الشلل الدماغي بالتفصيل.
أنواع الشلل الدماغي
أنواع الشلل الدماغي حسب مكان الإصابة
تصنف حالات الشلل الدماغي حسب موقع التأثر في الجسم إلى الأنواع التالية:
- الشلل الرباعي: حيث يصيب الشلل جميع الأطراف الأربعة.
- الشلل الشقي أو الفالج: حيث يصيب الشلل جانب واحد من الجسم.
- الشلل النصفي : حيث يصيب الشلل الأطراف السفلية.
- الشلل الثلاثي : حيث يصيب الشلل ثلاثة أطراف.
- شلل أحادي الطرف: حيث يصيب الشلل طرف واحد فقط.
- الشلل النصفي الطرفي المزدوج : حيث يصيب الشلل الأطراف الأربعة، لكن في
الأطراف السفلى أكثر وضوحا من الأطراف العليا.
أنواع الشلل الدماغي حسب نوع الإصابة العصبية
يمكن تصنيف الشلل الدماغي حسب نوع الإصابة العصبية إلى الأنواع التالية:
1- الشلل الدماغي التشنجي أو التقلصي
يعتبر الشلل الدماغي التشنجي أكثر أنواع الشلل الدماغي شيوعا، ويسبب هذا النوع من الشلل توترا شديدا في العضلات، مما يعرض المفاصل لخطر الانخلاع ويسبب تشوهًا في العظام، بما في ذلك تشوهات في كفتي القدمين وكفي اليدين.
2- الشلل الدماغي الرنحي
يتميز هذا النوع من الشلل الدماغي بحركات لا إرادية وارتعاشية، ويمكن ملاحظة هذه الحركات عندما يحاول الطفل التوازن، أو المشي، أو القيام بمهام بيديه، على سبيل المثال، عندما يحاول الوصول إلى لعبته، قد يخطئ في المحاولة الأولى بسبب نقص التنسيق بين العضلات والأعصاب، حيث يستغرق وقتًا أطول لتعلم الوقوف والمشي بسبب ضعف التوازن.
3- الشلل الدماغي الحركي
الشلل الدماغي الحركي هو ثاني أكثر أنواع الشلل الدماغي شيوعًا، ويتميز هذا النوع من الشلل الدماغي باضطراب في توتر العضلات، والذي قد يتراوح بين نقص توتر العضلات وفرطها، مما يؤدي هذا الاضطراب إلى حركات بطيئة أحيانا وسريعة أحيانا أخرى، مما يتسبب في صعوبة التحكم في حركات الذراعين والساقين واليدين والقدمين، وينتج الشلل الدماغي الحركي بسبب تلف في العقد القاعدية أو المخيخ أو كليهما.
4- الشلل الدماغي المختلط
الشلل الدماغي المختلط هو نوع من الشلل الدماغي يتميز بأعراض غير منتظمة، وذلك بسبب تلف في أكثر من منطقة واحدة في الدماغ، وقد يعاني بعض المصابين بهذا النوع من الشلل من نقص توتر العضلات في بعض أجزاء الجسم، بينما قد يعاني البعض الآخر من فرط توتر العضلات في أجزاء أخرى من الجسم.
بناءً على مناقشتنا لأنواع الشلل الدماغي، سنركز الآن على أسبابه.
أسباب الشلل الدماغي
يمكن أن يصاب الشخص بالشلل الدماغي بسبب عدة عوامل، منها عوامل وراثية وأسباب أخرى. ومن أهم تلك الأسباب ما يلي:
- يمكن أن يؤدي النمو غير الطبيعي في الدماغ إلى الإصابة بالشلل الدماغي، ويمكن أن يحدث هذا النمو غير الطبيعي بسبب الالتهابات والحمى والصدمات.
- التعرض للسقوط من أماكن مرتفعة بدون اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة.
- نزيف الدماغ للجنين أثناء فترة وجوده في رحم الأم، أو أثناء عملية الولادة، أو حتى بعد الولادة.
- عدم وصول الدم الكافي إلى الأعضاء الرئيسة المهمة في الجسم يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالشلل الدماغي.
- استنشاق مواد سامة، مثل ميثيل الزئبق.
- تعرض الفرد لحوادث السيارات أو حوادث أخرى قد تتسبب في إصابات في الدماغ.
- يمكن أن تؤدي العوامل الوراثية إلى الإصابة بالشلل الدماغي، وذلك من خلال حدوث طفرة في الجينات المسؤولة عن نمو الدماغ.
- مشكلات الغدة الدرقية والإعاقات الذهنية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالشلل الدماغي.
- ممارسة بعض الأنشطة الرياضية العنيفة أو التعرض لإصابات في الرأس، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالشلل الدماغي.
بعد أن تعرفنا على أسباب الشلل الدماغي، يمكننا الآن أن ننتقل إلى الحديث عن أعراضه.
أعراض الشلل الدماغي
تتنوع أعراض الشلل الدماغي، ومن أبرزها ما يلي:
- اضطراب في وظائف الجهاز الهضمي.
- مشاكل في الرؤية.
- فقدان السيطرة على المثانة
- المشي بصورة غير طبيعية.
- التهابات الجهاز التنفسي المتكررة.
- صعوبة في أداء عملية البلع.
- مشكلات في التنفس.
- آلام العضلات والتهاب المفاصل.
- سيلان اللعاب.
- مشكلات في النطق والفهم.
- ضعف في الأذرع أو الساقين.
- مشاكل في الأسنان واللثة.
والآن نستعرض لكم طرق علاج الشلل الدماغي المتاحة.
العلاجات المتاحة للشلل الدماغي
1- العلاج الدوائي
يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية والعقاقير الطبية لمساعدة المصابين بالشلل الدماغي على تحسين حركتهم وتخفيف آلامهم وتقليل مخاطر المضاعفات الناتجة عن الشلل الدماغي.
2- العلاج الطبيعي
تساعد التمارين والرياضات العضلية المصابين بالشلل الدماغي على تحسين قوة ومرونة العضلات وقدرتها على الحركة، وذلك بمساعدة اختصاصي العلاج الطبيعي والعلاج المهني الذي يقدم كافة سبل الدعم الممكنة، مثل التحكم في الرأس وحركة الأطراف.
3- علاج النطق وصعوبة البلع
يساعد اختصاصي العلاج الطبيعي المصابين بالشلل الدماغي على تحسين قدرتهم على التواصل، وذلك باستخدام لغة الإشارة وأجهزة التواصل الأخرى، والتي يمكن أن تساعد أيضًا في حالات صعوبة البلع.
4- علاج بالتدخل الجراحي
في بعض الحالات، قد يكون التدخل الجراحي مفيدا في تحسين القدرة على الحركة والتخلص من التشنجات.
5- علاج وظيفي
تساعد الخدمات والدعم ذوي الإعاقة على العيش حياة مستقلة والتكيف مع إعاقاتهم، حيث يحدد الأطباء مجموعة من المهام اليومية التي يقوم بها الطفل مع والديه، ويطلبون منهم تقديم مقترحات لجعلها أكثر قابلية للتنفيذ بالنسبة للطفل.
الأسئلة الشائعة
هل الشلل الدماغي مرض وراثي؟
لا يوجد دليل قاطع على أن الشلل الدماغي هو مرض وراثي، ولكن هناك عوامل وراثية يمكن أن تزيد من احتمال الإصابة به.
كم يعيش الطفل المصاب بالشلل الدماغي؟
غالبا ما يعيش الأطفال المصابون بالشلل الدماغي حتى سن البلوغ، حتى مع وجود مشكلات صحية أخرى.
هل هناك احتمالية لتكرار حالات الشلل الدماغي في نفس الأسرة؟
ليس من الشائع أن تتكرر الإصابة في عائلة واحدة، حيث إن الشلل الدماغي ليس مرضا وراثيا، ومع ذلك قد نشهد تكرار الحالة في بعض الأسر بسبب عوامل محددة، أو بسبب أسباب وراثية غير معروفة.
هل يمكن علاج الشلل الدماغي تماما من خلال الجراحة؟
العمليات الجراحية لا تستطيع علاج الشلل الدماغي بشكل كامل، ولكنها قد تساعد في تخفيف بعض الأعراض، مثل التشنجات والتقلصات العضلية، والتشوهات الهيكلية وتسهيل العلاج الطبيعي.
في الختام، قمنا بفهم حالة الشلل الدماغي وتأثيره البالغ على حياة المصابين وعائلاتهم، لذلك من المهم الحصول على دعم قوي من الأهل والأصدقاء، بالإضافة إلى التعاون مع فريق طبي متخصص، في مساعدة الأفراد المصابين بالشلل الدماغي على تحقيق حياة مستقلة.